إيلاف من الرباط: توفيت، الأربعاء، بالعاصمة الفرنسية باريس، غيثة بناني، زوجة المهدي بنبركة، المعارض السياسي الذي تعرض للاختطاف والاغتيال في باريس سنة 1965، وابنة القاضي الفقيه أحمد بناني.
وتنحدر بناني من أسرة رباطية، ولها من بن بركة، الذي تزوجته سنة 1949، أربعة أبناء، هم فوز وبشير وسعد ومنصور.
زوجة بنبركة في حفل اطلاق اسمه على ساحة في باريس قبل سنوات
وقبل اغتياله في عام 1965، نقل بنبركة زوجته وأبناءه الأربعة إلى القاهرة، حيث عاشوا هناك خلال فترة الزعيم المصري جمال عبد الناصر. وبعد اختفاء بنبركة بفترة، انتقلت عائلته إلى العاصمة الفرنسية.
ومنذ مغادرتها المغرب، في عقد الستينيات من القرن الماضي، لم تعد الراحلة إليه إلا بعد تولي الملك محمد السادس الحكم، حيث زارت مسقط رأسها عدة مرات.
وأعاد رحيل غيثة بناني الحديث عن ذكرى بنبركة، وطريقة رحيله.
وكتب الكاتب الصحافي عبد الحميد جماهيري، على حسابه بـ"فيسبوك"، ملخصا لرحيل بناني في علاقة بذكرى زوجها: "رحيل أرملة الشهيد المهدي بن بركة الأخت غيتة بناني. كان موته طوييييلا، وكان حزنها أطول !".
فيما كتب الصحافي لحسن لعسيبي، في سياق تفاعله مع رحيل بناني: "السيدة غيثة بناني زوجة الشهيد المهدي بنبركة تغادر دنيا الأحياء اليوم بباريس، حيث ستوارى الثرى بها الأسبوع المقبل. ستون عاما وهي تنتظر عودة الشهيد أو معرفة مكان دفنه لقراءة الفاتحة على روحه والحداد من أجله، دون أن تتمكن من ذلك، بسبب استمرار قضية اختطاف واغتيال زوجها الزعيم اليساري والتقدمي الاتحادي مفتوحة بلا حقيقة منذ 29 أكتوبر 1965 يوم اختطافه من قبل شرطيين فرنسيين وعصابة من المجرمين المأجورين بباريس".
من جهته، كتب الصحافي الرضواني الرمضاني: "رحلت أرملةُ الشهيد المهدي بنبركة. رحِمَهما الله. عائلة بنبركة صورةُ مرحلة من مغربِ الصراعِ والاضطرابات والتيهِ السياسي. قيل فيها (المرحلة) ما قيل. أشياء كثيرة، يقيناً، لم تُقَل. إنما الدرس بليغ. بنبركة كان أستاذا للملك الراحل الحسن الثاني. وتحوَّل إلى خصم. المعادلة لم تكن سهلة أبدا. كان مُعارِضا حقيقيا. وصاحِب مشروع. ودفع الثمن. لكن، لم نسمع من عائلتِه، الجريحة، يوما ما يسيء للمغرب ولرموزه ولمؤسساته. فعلت ما بوسعها بحثا عن الحقيقة. ترافعت. بأنفةٍ، وكبرياءٍ، ورُقِي. إنما لم تنزلِق يوما إلى المستنقع الذي صنعه بعض المخبولين في السنوات الأخيرة. هذه الفئة التي تدعي أنها مُعارضة. ويبدو أننا نرتكب خطأَ مُجاراتها في الرد عليها في ما تسعى إليه. وحين نخطئ في مجاراتها، بحسن نية، فإننا نفتح المجال أمام مُحترفي الصفقات. باعة الوهم. ربما حان الوقت لوضع نقطة نهاية لهذا الوضع. المغربُ أكبر من جماعةٍ من الفئران المنفردة. ومؤسساتُه أكبر. وتحدياتُه أكبر. رِبحُ هؤلاء هو أن ينتشوا بوهمِ اعتبارهم معارضين. وهم ليسوا كذلك. حقيقتهم واضحة. نفسياتهم واضحة. هواجسهم واضحة. ومستوياتهم واضحة. لا يمكن لدولة من حجم المغرب أن تنشغل بالفئران. هذا شرف لا يستحقونه".
أما صفحة "فيدرالية اليسار المغربي"، فنشرت، بالمناسبة، تعزية جاء فيها: "بأسى عميق وحزن بالغ تلقينا في حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي نبأ وفاة المشمولة بعفو الله السيدة غيثة بناني زوجة الشهيد المهدي بن بركة ، وحاملة قيمه ومبادئه التي أورثتها لأبنائهما بأمانة وإخلاص. فأحر التعازي وأصدق المواساة للأبناء فوز، بشير، سعد ومنصور في وفاة والدتهم رفيقة درب قائد عظيم، وملهمة أبناء بررة بوفائها وصلابتها وحصافتها. وبهذه المناسبة نستحضر روح المناضل الشهيد المهدي بنبركة، ونجدد وبإلحاح مطلب فتح ملف اختفائه بما يقتضيه من مسؤولية ونزاهة إظهارا للحقيقة كل الحقيقة".