: آخر تحديث
محاولًا وقف توسّع رقعة الحرب في غزة

في أنقرة.. رئيسي يسوّي خلافاته مع أردوغان

31
34
28

أنقرة: يتوجّه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى أنقرة الأربعاء لإجراء محادثات مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان أرجئت مرتين وتهدف إلى تسوية الخلافات السابقة ومحاولة وقف توسّع رقعة الحرب بين إسرائيل وحماس.

وتأتي زيارة رئيسي لأنقرة فيما بدأت الحرب في غزة تأجيج التوترات وتصعيد القتال في كل أنحاء الشرق الأوسط.

كثّفت الولايات المتحدة وبريطانيا ضرباتهما الجوية المشتركة ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن ردا على هجماتهم على سفن شحن في البحر الأحمر.

واستهدفت إسرائيل شخصيات مرتبطة بطهران في سوريا ويبدو أنها على وشك شن حرب واسعة النطاق ضد حزب الله اللبناني المدعوم من إيران.

وتبادلت إيران وباكستان الأسبوع الماضي ضربات ضد أهداف وُصفت بأنها "إرهابية" وكثفت تركيا هجماتها ضد مجموعات كردية في سوريا وإيران.

وأجبرت وتيرة التصعيد السريعة في الشرق الأوسط رئيسي على إرجاء زيارته لأنقرة مرتين.

وأُلغيت محادثات كانت مقررة في أنقرة مطلع كانون الثاني/يناير بعدما تسبب انفجاران تبناهما تنظيم الدولة الإسلامية بمقتل 89 شخصا في ضريح اللواء قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري والذي قُتل عام 2020 في غارة أميركية في العراق.

وألغيت رحلة سابقة كانت مقررة في تشرين الثاني/نوفمبر بسبب تضارب الجداول الزمنية للدبلوماسيين المشاركين في المشاورات حول الحرب في غزة.

وأوضحت الرئاسة التركية أن رئيسي وإردوغان سيقيمان مؤتمرا صحافيا بعد إجراء محادثات وترؤس اجتماع لكبار وزرائهما خلال الزيارة التي تستغرق يوما.

"محرِّرة"
وأضافت الاضطرابات التي يشهدها الشرق الأوسط منذ شنت إسرائيل حربها ردا على الهجوم الذي نفّذته حركة حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر على أراضيها، إلى تعقيد علاقة تركيا مع إيران.

ويصور إردوغان حماس، المدعومة من إيران، على أنها "محرِّرة" منتخبة بشكل شرعي وليست منظمة "إرهابية" كما تصنّفها خصوصا الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وشبّه إردوغان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بالزعيم النازي أدولف هتلر لمواصلته الهجوم الذي أودى بحياة أكثر من 25 ألف شخص معظمهم من النساء والأطفال في غزة، وفق أرقام وزارة الصحة التابعة لحماس في القطاع.

وأدت الهجمات الإسرائيلية المتواصلة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر إلى تحويل معظم القطاع الفلسطيني المحاصر إلى أنقاض وحرمته من الغذاء.

لكن إردوغان دافع بداية عن حق اسرائيل في الرد على هجوم حماس الذي أسفر عن مقتل 1140 شخصا معظمهم مدنيون بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا الى ارقام اسرائيلية رسمية.

وخُطف خلال الهجوم أيضا نحو 250 شخصا نُقلوا إلى قطاع غزّة حيث لا يزال 132 منهم محتجزين، بحسب السلطات الإسرائيلية. ويرجح أنّ 28 على الأقل لقوا حتفهم.

توترات بسبب العلاقات التجارية
يتحدّث محلّلون عن الغضب الذي يعبّر عنه في وسائل الإعلام الرسمية وشبه الرسمية في إيران إزاء استمرار العلاقات التجارية والدبلوماسية بين تركيا وإسرائيل.

ويضاف ذلك إلى التوترات القائمة بين القوتين الإقليميتين في سوريا حيث دعمتا معسكرين متعارضين في الحرب الأهلية في البلاد، وفي الصراع بين أذربيجان وأرمينيا حول جيب ناغورني قره باغ.

وقال مدير مركز اسطنبول للدراسات الإيرانية حقي أويغور لوكالة فرانس برس "لطالما كانت العلاقات بين تركيا وإيران معقدة ومتعددة الأبعاد".

وأضاف "لطالما كانت تركيا قادرة على إدارتها، على إيجاد حل وسط بطريقة أو بأخرى. أعتقد أن شيئا مماثلا سيحدث الآن".

وأفادت وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية أن رئيسي سيرأس "وفدا سياسيا واقتصاديا رفيع المستوى" في أول زيارة رسمية له لتركيا منذ انتخابه عام 2021.

احتواء الصراع
تتشارك إيران وتركيا حدودا تمتد على 535 كيلومترا، كما يربطهما تاريخ طويل من العلاقات الاقتصادية الوثيقة والخلافات الدبلوماسية.

دعمت تركيا جهود المعارضة لإطاحة الرئيس بشار الأسد المدعوم من إيران وروسيا خلال الحرب الأهلية السورية.

وتزايد قلق إيران مع تزويد تركيا أذربيجان أسلحة لمساعدتها على هزيمة الانفصاليين الأرمن في ناغورني قره باغ عام 2020، ومجددا العام الماضي.

كذلك، تتخوّف طهران من أن يؤدي صعود جديد لباكو في منطقة القوقاز إلى تغذية الطموحات الانفصالية للأقلية العرقية الأذربيجانية الكبيرة في إيران.

ويعتقد محللون أن الحرب في غزة ساهمت في وضع النزاعات الإقليمية جانبا وإجبار الرئيسَين على البحث عن نهج مشترك في الشرق الأوسط.

وقال أراش عزيزي الأستاذ في جامعة كليمسون "من المحتمل أن يعلن رئيسي وإردوغان بعض الإجراءات الرمزية بشأن فلسطين".

وأضاف "لكنني أعتقد أن الجزء الأكبر من تركيزهما سيكون على طريقة احتواء الصراع والتأكد من عدم توسعه، وهو أمر تريده كل من أنقرة وطهران".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار