أعلن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أن سلاح الجو في القوات المسلحة تمكن في منتصف ليلة الاثنين من إنزال مساعدات طبية ودوائية عاجلة جواً للمستشفى الميداني الأردني في قطاع غزة.
وأضاف الملك في تغريدة عبر منصة إكس: "هذا واجبنا لمساعدة الجرحى والمصابين الذين يعانون جراء الحرب على غزة".
بحمد الله تمكن نشامى سلاح الجو في قواتنا المسلحة في منتصف هذه الليلة من إنزال مساعدات طبية ودوائية عاجلة جوا للمستشفى الميداني الأردني في قطاع غزة. هذا واجبنا لمساعدة الجرحى والمصابين الذين يعانون جراء الحرب على غزة. سيبقى الأردن السند والداعم والأقرب للأشقاء الفلسطينيين pic.twitter.com/cvW0aX877K
— عبدالله بن الحسين (@KingAbdullahII) November 5, 2023
وكشف الأردن عن إنزال مساعدات طبية للمستشفى الميداني الأردني في غزة والذي يقع في منطقة "صراع محتدم" بواسطة مظلات تم إنجازها عبر طائرة تابعة لسلاح الجو الملكي كأول عملية إنزال جوية منذ بدء الحرب، وفق الناطق باسم الحكومة الأردنية مهند المبيضين.
وقال المبيضين في تصريحات لبي بي سي، إنه "تم التواصل مع جميع الأطراف المعنية والتنسيق معهم لإجراء عملية إنزال المساعدات الطبية والدوائية للمستشفى، مبيناً أن العملية كانت صعبة وتطلبت "ترتيبات لوجيستية معقدة".
وأشار إلى أن إسرائيل تتحمل مسؤولية المساس بأي طرف أو جزء من المستشفى الميداني الأردني في غزة، محذرًا من المساس به في وقت يقصف فيه الجيش الإسرائيلي محيط المستشفيات.
وأضاف المبيضين أن المساعدات التي تم إنزالها للمستشفى الميداني الأردني تحتوي "أطناناً من المساعدات الطبية والدوائية العاجلة"، مشيراً إلى أن المستشفى يعمل في غزة كـ"جزء من الرسالة والصوت والموقف الأردني".
وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن عدد الأشخاص الذين قُتلوا منذ بدء إسرائيل قصف القطاع تجاوز حتى الآن 10 آلاف فلسطيني، نصفهم من الأطفال.
وبحسب الوزارة، فإن من بين القتلى 5104 أطفال و2641 امرأة و611 مسناً، إضافة إلى 25,408 جرحى، بينما قُتل 1400 إسرائيلي، بحسب أرقام الحكومة الإسرائيلية.
القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، قالت لبي بي سي، بعد عملية الإنزال، إن إمدادات المستشفى الميداني أوشكت على النفاد "نظراً لتأخر إيصال المساعدات إلى قطاع غزة عبر معبر رفح".
وأشارت القوات المسلحة إلى أن المستشفى مستمر في عمله رغم ما يعانيه من نقص حاد في الإمدادات، ويقوم بدوره للتخفيف من معاناة سكان القطاع.
وكشف مصدر أمني أردني مطلع لبي بي سي، عن "إمكانية تكرار عمليات إنزال المساعدات الجوية باستمرار في حال الحصول على ممر جوي آمن".
يشار إلى أن القوات المسلحة الأردنية أرسلت أول مستشفى ميداني إلى قطاع غزة في عام 2009 لتقديم الخدمات الطبية والعلاجية للتخفيف من معاناة أهل غزة، ويقع المستشفى الميداني في تل الهوى جنوب غربي مدينة غزة.
وتبلغ سعة المستشفى الميداني الأردني 50 سريرًا وهو قادر على تقديم العلاج للمرضى عبر العيادات الداخلية، وإجراء عمليات جراحية لمرضاه في المنطقة.
ويضم المستشفى جميع التخصصات الطبية التي تقدمها طواقم طبية وتمريضية وصيدلانية وفنية وإدارية متخصصة ومؤهلة ومن ذوي الكفاءة العالية، ويستقبل ما بين 1000 و1200 مريض يوميا، ويبلغ عدد الكوادر العاملة فيه 182 شخصاً.
واستقبل المستشفى منذ تأسيسه ما يقارب مليوني و600 ألف حالة، وأجريت فيه 45 ألف عملية جراحية، من ضمنها 4500 عملية كبرى، وهو أول مستشفى عربي ميداني في غزة.
ووضع سلاح الجو الملكي الأردني إمكانياته لتسيير جسر جوي لإيصال المساعدات الإنسانية بالتعاون مع الهيئة الخيرية الهاشمية، وفق مدير الإعلام العسكري في القوات المسلحة الأردنية، العميد الركن مصطفى الحياري.
وأشار الحياري إلى أن الهيئة تتبنى جهوداً إغاثية وعلاجية، وتجمع مواد عينية مالية من الأردنيين، إضافة إلى قيام القوات المسلحة بإعداد مليون وجبة جاهزة لنقلها عبر الطائرات إلى القطاع.
مساعدات عبر معبر رفح
وبلغ إجمالي عدد الطائرات التي تحمل المساعدات لصالح قطاع غزة واستقبلها مطار العريش في مصر أكثر من 61 طائرة، وصلت خلال الأسابيع الماضية، وتم نقلها بشاحنات عبر معبر رفح.
وتحمل هذه الطائرات أكثر من 1500 طن من المساعدات، مقدمة من 19 دولة و14 منظمة دولية.
وخزنت المساعدات في سبعة مخازن مؤمنة في مدينة العريش القريبة من معبر رفح البري الذي يربط مصر مع قطاع غزة، مع توقع زيادة تدفق هذه المساعدات خلال الأيام القادمة.