شدد رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني على عدم حاجة بلاده لقوات قتالية اجنبية، فيما كشف عن مباحثات مع واشنطن حول مستشاريها العسكريين وتنظيم مهامهم، مؤكدا ان العراق سيكون فاعلا في سوق الغاز الدولي.
واشار في حواره مع قناة بلومبيرغ الإخبارية الأميركية في نيويورك اليوم، الذي بثه مكتبه وتابعته "ايلاف"، الى ان هناك علاقة استراتيجية بين العراق والولايات المتحدة. موضحًا انه بحث في لقائه مع وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن في نيويورك تفعيل اتفاقية الإطار الاستراتيجي ودخول الشركات الأميركية واستئناف تصدير النفط عبر ميناء جيهان التركي.
وأكد حرص العراق "على إجراء الحوار مع الولايات المتحدة، بما يحافظ على الاستقرار في منطقة حساسة مثل الشرق الأوسط".
وعبّر عن موقف بلاده الرسمي قائلاً: العراق لديه أجهزة أمنية قادرة على فرض الأمن، منوها الى ان حكومته تحاور التحالف الدولي ضد داعش حول مستقبل العلاقة المشتركة، كما تبحث مع الولايات المتحدة صيغ التعاون الثنائي بعيدًا عن التحالف. وهو أمر مطروح مع كل دول المنطقة والعالم. مشددا على دعم ومواكبة أي جهد دولي لاستهداف المجاميع الإرهابية مثل داعش أو غيرها.
انتفاء الحاجة لقوات قتالية أجنبية
واضاف السوداني: وجدنا تفهمًا وقناعة بعدم الحاجة لقوات قتالية. ويمكن أن تكون هناك برامج مشتركة للتدريب وتبادل المعلومات وهو ما ستتفاهم بشأنه اللجان الفنية.
وقال: "الموجودون حاليا هم المستشارون العسكريون (لم يذكر عددهم) ونحاول تنظيم أماكن تواجدهم وتحديد نوعية المهام المطلوبة منهم، والمدة الزمنية المقررة لهم"، منوها بأن "اللجنة الأميركية العراقية ستلتقي هذا الشهر لبحث هذه المواضيع".
تصفية المشاكل بين واشنطن وطهران
ونوه السوداني الى ان ما يهم العراق حاليا هو التفاهم والتقارب وتصفية المشاكل بين إيران والولايات المتحدة.. منوها الى ان ذلك سيكون عاملا مساعدا لاستقرار المنطقة.. وقال "نحاول إبعاد علاقاتنا عن أية صراعات في المنطقة".
واكد ان العراق لن يكون ساحة لتصفية النزاعات والصراعات "فهو دولة ذات سيادة ويحتفظ بعلاقاته في المنطقة وفق ثوابت المصالح المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية".
العراق سيكون فاعلا في سوق الغاز الدولي
وعن الاتفاقات بين دول اوبك حول انتاجها النفطي قال السوداني ان بلاده ملتزمة بهده الاتفاقات مع دول (أوبيك)، و(أوبيك+)، بشكل يحافظ على مصالح المنتجين والمستهلكين، وإمكانيات الإنتاج العراقية ستكون ضمن هذه التفاهمات.
واشار الى ان بلاده ستوجه جزءاً من إنتاجها النفطي لتشغيل مصافٍ خارج العراق وقد اجرت مباحثات مع بلغاريا بهذا الشأن وهناك مصافٍ لها في الصين وماليزيا.
واكد ان بلاده تسعى إلى سعر منطقي للنفط يضمن مصلحة المنتجين والمستهلكين وليس لديها سعر ثابت، وترى أن السعر المناسب يجب ان لا يقل عن 85-90 دولار للبرميل.
ونوه ان لدى العراق حقول معلنة ضمن الجولة السادسة لاستثمار الغاز الطبيعي، وهناك جولة أخرى لحقول يتم تطويرها.. مشددا بالقول ان "العراق سيكون دولة فاعلة في سوق الغاز".
وبين السوداني ان العراق ينتظر إجراءات الجانب التركي لاستئناف تصدير نفط اقليم كردستان العراق المتوقف منذ اذار مارس الماضي عبر الخط التركي.. موضحا ان هناك شكاوى متبادلة بين بغداد وانقرة في محكمة التحكيم الدولية "لكن لدينا تفاوض مع الجانب التركي لفصل استئناف التصدير عن القضايا القانونية في المحكمة لان وقف التصدير يضر بجميع الأطراف بما فيها الجانب التركي، الذي يعتمد على تعرفة من أنبوب التصدير. ".
وأضاف السوداني ان بلاده بدأت بمشاريع مهمة مع توتال وفي الجولة الخامسة مع شركات إماراتية وصينية.. وقال "لدينا 11 حقلاًقد ورقعة استكشافية خاصة بالغاز الطبيعي ونحن جادون في استثمارها والتقينا بشركات أمير كية عاملة في إقليم كردستان العراق ولديها الرغبة بالعمل في باقي أجزاء العراق وتباحثنا في الفرص الاستثمارية التي نرغب بدخول الشركات الأميركية فيها".
يشار الى ان السوداني يترأس في نيويورك حاليا وفد رسميا عراقيا يشارك في اجتماعت الدورة الـ 78 لأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة هناك.