: آخر تحديث
أول مفاعيل "اتفاق بكين"

وفد إيراني في السعودية تمهيدًا لإحياء التبادل الدبلوماسي

34
36
38

طهران: وصل وفد إيراني الأربعاء إلى المملكة العربية السعودية لتمهيد الطريق أمام إعادة فتح البعثات الدبلوماسية الإيرانية، فيما تستعد أهم قوّتَين إقليميّتَين في الخليج لاستئناف علاقتهما المقطوعة منذ أكثر من سبع سنين.

وتأتي الزيارة الإيرانية بعد زيارة وفد سعودي مماثل لطهران السبت لمناقشة آليات إعادة فتح بعثات المملكة في الجمهورية الإسلامية، وبعد لقاء وزيري خارجية البلدين الخميس الماضي في بكين حيث تعهدا تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.

وذكرت وكالة إرنا الرسمية للأنباء "وصل الوفد الإيراني إلى الرياض الأربعاء لزيارة وإعادة فتح السفارة والقنصلية تماشيا مع الاتفاق الأخير بين البلدين".

وأوضحت الوكالة أنّ "فريقا سيسافر إلى جدة للتحضير لإعادة فتح القنصلية الإيرانية هناك وممثليتها في منظمة التعاون الإسلامي بينما سيبقى فريق الآخر في الرياض لإعادة فتح السفارة".

وهي أول زيارة رسمية يقوم بها مسؤولون إيرانيون للسعودية منذ زيارة مسؤولي وكالة الحج الإيرانية للمملكة في كانون الأول/ديسمبر 2019، على ما أفاد مسؤول سعودي وكالة فرانس برس.

ومن المتوقع أن تكون الخطوة المقبلة في مسار استعادة العلاقات بين البلدين زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي للرياض بعد تلقيه دعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، على ما أكد مسؤولون إيرانيون، وهي دعوة لم تؤكدها السعودية حتى الآن.

وهي زيارة ستكون الأولى لرئيس إيراني للرياض منذ زيارة محمد خاتمي في 1999.

وتندرج هذه التحركات الدبلوماسية المتسارعة في إطار تطبيع العلاقات بين الرياض وطهران بموجب الإعلان المفاجئ عن اتفاق استئناف العلاقات بين البلدين برعاية صينية الشهر الماضي.

وكانت طهران والرياض أعلنتا في 10 آذار/مارس التوصل الى الاتفاق بعد قطيعة استمرت سبع سنوات إثر مهاجمة البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران على خلفية إعدام رجل الدين السعودي نمر النمر.

وخاضت إيران والسعودية وهما خصمان اقليميان نزاعات إقليمية بالوكالة أبرزها الحرب في اليمن وكذلك في العراق ولبنان.

وعقدت الدولتان عددا من جولات الحوار في بغداد وسلطنة عُمان قبل أن تتوصلا إلى اتفاق في بكين، تم التفاوض حوله مدى خمسة أيام بين أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني ونظيره السعودي مسعد بن محمد العيبان.

وأشادت دول في المنطقة وخارجها باتفاق إيران والسعودية باعتباره خطوة إيجابية نحو الاستقرار قد يمهّد لمزيد من التقارب الدبلوماسي الإقليمي.

ويأمل مراقبون أن يسهم الاتفاق في التهدئة في اليمن، حيث تخوض الدولتان حربا بالوكالة منذ العام 2015. وقد يسري ذلك أيضاً على دول أخرى مثل سوريا ولبنان والعراق، حيث باتت إيران حاضرة أكثر من أي وقت سابق.

وفيما تتبادل طهران والرياض الزيارات الدبلوماسية في مسار استئناف العلاقات الدبلوماسية، تحاول السعودية أيضا وضع حد للحرب في اليمن.

وتتفاوض السعودية مع المتمردين الحوثيين في اليمن المدعومين من إيران، بعد ثماني سنوات على تدخلها عسكريا لمنعهم من السيطرة على أفقر دول شبه الجزيرة العربية.

والاثنين، أعلن السفير السعودي في اليمن محمد آل جابر أنّ الزيارة التي قام بها إلى العاصمة اليمنية صنعاء للقاء مسؤولين حوثيين، هدفها "تثبيت الهدنة" وبحث سبل الدفع باتّجاه "حلّ سياسي شامل ومستدام" في اليمن.

ومنذ آذار/مارس 2015، تقود السعودية تحالفا عسكريا لمحاربة الحوثيين، بعدما استولى المتمردون على صنعاء ومساحات واسعة من البلاد، ما أجبر الحكومة اليمنية على الهرب.

وقال محلّلون إنّ السعودية، أكبر مصدّر للنفط في العالم، ترغب في الخروج من الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات لتركيز جهودها على المشروعات المحلية العملاقة الرامية لتنويع مصادر اقتصادها المرتهن بالنفط.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار