نيويورك: حرمت عاصفة رافقتها ثلوج كثيفة ورياح قطبية عاتية حوالى مليون منزل من الكهرباء السبت بينما علق المسافرون جرّاء إلغاء آلاف الرحلات الجوية عشية عيد الميلاد.
وتأكدت 17 وفاة على الأقل مرتبطة بالعاصفة في ثماني ولايات فيما شلّت الثلوج الكثيفة والرياح ودرجات الحرارة المتجمّدة معظم أرجاء البلاد، بما في ذلك في مناطق الجنوب ذات الحرارة المعتدلة عادة، لليوم الثالث على التوالي.
وفي ولاية نيويورك التي تعد من الأكثر تأثرا، نشرت الحاكمة كاثي هوتشل الحرس الوطني في مقاطعة إري ومدينتها الرئيسية بافالو حيث ذكرت السلطات بأن أجهزة الطوارئ لم تعد قادرة على التعامل مع الظروف الصعبة الناجمة عن الصقيع.
وقال رجل وزوجته في المدينة التي تقع على حدود كندا لوكالة فرانس برس إن الطرق باتت مقطوعة بالكامل، ما سيجعل من المتعذر عليهما قطع مسافة 10 دقائق بالسيارة لرؤية أقربائهما في عيد الميلاد.
وقالت ريبيكا بورتولين البالغة 40 عاما "الوضع صعب لأن الظروف سيئة للغاية ... الكثير من مراكز مكافحة الحرائق لا ترسل حتى عربات إطفاء ردا على مكالمات الاستغاثة".
ويعاني خطيبها علي لوسون من آلام في الظهر، لكنه يخطط لمداواة نفسه في المنزل لأن القيادة إلى المستشفى أمر خطير للغاية.
وأدت العاصفة الشتوية التي تعد من بين الأشد منذ عقود إلى إلغاء أكثر من 2800 رحلة جوية في أنحاء الولايات المتحدة السبت وتأخر 6600 رحلة أخرى، بعد يوم على إلغاء حوالى 6000، بحسب موقع التعقب "فلايت أوير" Flightaware.com.
وقال وزير النقل بيت بوتيدجيج في تغريدة السبت إن "الاضطرابات الأكبر باتت خلفنا مع تعافي عمليات شركات الطيران والمطار تدريجيا"، ما يعزز آمال المسافرين العالقين في مطارات بينها أتلانتا وشيكاغو ودنفر ودترويت ونيويورك.
وأعرب مسافرون على غرار زاك كايلر الذي تأجلت رحلته إلى هيوستن في 22 كانون الأول/ديسمبر ومن ثم ألغيت مرّتين هذا الأسبوع عن غضبهم حيال الفوضى.
ويأمل كايلر البالغ 35 عاما والذي يعيش في مدينة نيويورك الوصول إلى عائلته في هيوستن بحلول يوم عيد الميلاد.
وقال لفرانس برس "سعيد لأنني سأتمكن من رؤية عائلتي يوم عيد الميلاد".
كما أدى الجليد والثلوج إلى إغلاق بعض طرقات البلاد الأكثر انشغالا بما في ذلك طريق "إنترستيت 70" العابر للولايات والذي أغلقت أجزاء منه مؤقتا في كولورادو وكانساس.
وحذّرت خدمة الأرصاد الجوية من أحوال طقس مميتة وحضّت سكان المناطق المتأثرة على التزام منازلهم. وأفادت الجمعة بأن الرياح أدت إلى انخفاض درجات الحرارة إلى نحو 48 درجة مئوية تحت الصفر.
ويشكل البرد القارس مصدر قلق رئيسي بالنسبة لأكثر من 530,000 شخص ما زالوا من دون كهرباء حتى الساعة 22,00 ت غ السبت، بحسب موقع "باور آوتاج" poweroutage.us.
وبدأت عدة مدن بعضها في ولاية شمال كارولاينا قطع خدمة الطاقة نظرا للطلب الكبير على الطاقة، وهو أمر ترك بعض الأشخاص غير قادرين على تدفئة منازلهم بشكل آمن.
وفي إل باسو في تكساس، تجمّع مهاجرون عبروا من المكسيك في الكنائس والمدارس وفي مركز للخدمة المدنية بحثا عن التدفئة، وفق ما أفادت المدرّسة والمتطوعة روزا فالكون فرانس برس.
لكن اختار البعض مع ذلك البقاء في الخارج في ظل درجات حرارة متجمدة خشية لفت انتباه سلطات الهجرة، بحسب ما قالت.
وفي شيكاغو، قال بوركي باتن من "نايت مينيستري"، وهي منظمة غير ربحية مكرسة لمساعدة المشرّدين "نوزع معدات الطقس البارد بما في ذلك المعاطف والقبعات والقفازات والملابس الداخلية الحافظة للحرارة والبطانيات وأكياس النوم إضافة إلى لوازم التدفئة المخصصة لليدين والقدمين".
وتوقعت خدمة الأرصاد الوطنية تواصل أحوال الطقس الباردة إلى حد خطير في أنحاء وسط وشرق الولايات المتحدة نهاية الأسبوع قبل عودة درجات الحرارة إلى مستوياتها الطبيعية لهذا الوقت من السنة الأسبوع المقبل.
وفي كندا، واصل البعض التسوق في اللحظات الأخيرة قبل العطلة رغم تدني درجات الحرارة.
مع ذلك، أصدرت مناطق كندية تحذيرات من أحوال الطقس الشديدة. وانقطعت الكهرباء عن مئات آلاف الأشخاص في أونتاريو وكيبك بينما ألغيت العديد من الرحلات في مطارات فانكوفر وتورونتو ومونتريال.
وقال ركاب عدد من القطارات التي توقفت في أونتاريو إنهم علقوا داخل العربات لمدة تصل إلى 18 ساعة جرّاء أحوال الطقس الرديئة.
وقالت لوسي إيليس التي كانت على متن أحد القطارات لصحيفة "تورونتو ستار" "تحوّلت رحلة مدتها أربع ساعات إلى رحلة مدتها 18 ساعة... نشعر جميعنا بالتعب الشديد. نمت على الأرض لمدة ساعة، يزداد الشعور بالإحباط".
في الولايات المتحدة، أعلنت دوائر النقل في عدة ولايات انعدام الرؤية تماما تقريبا نتيجة الثلوج وعن ظروف صقيع داعية السكان إلى التزام منازلهم.
وتم تحذير السائقين من القيادة في ظل ذروة موسم السفر في البلاد.
وبحلول بعد ظهر الجمعة تحولت العاصفة إلى "إعصار بقوة قنبلة" بعدما تراجع الضغط الجوي بشكل حاد على مدى 24 ساعة.
يؤدي هذا النوع من الأعاصير إلى تساقط أمطار غزيرة أو ثلوج. ويمكن أن تتسبب أيضا بحدوث فيضانات على السواحل وتؤدي إلى رياح قوية.
وقالت خبيرة الأرصاد الجوية في تورونتو كيسلي ماكإيوين عبر تويتر إن أمواجا بارتفاع ثمانية أمتار سجّلت في بحيرة إري، بينما هبّت رياح بلغت سرعتها 120 كلم في الساعة في ميناء فيربورت في أوهايو، بحسب خدمة الأرصاد الجوية.