: آخر تحديث

دور الإعلام وأهميته في المجتمع السعودي

3
3
3

ناهد الأغا

لا حدود للطموح، ولا عائق أمام التطور، فالإرادة الصلبة تحطم الصعاب، والتصميم على تحقيق الهدف يلف الكواكب، الصعود إلى القمة يحتاج إلى السعي الحثيث دون التراخي لإنتاج إعلام متميز ورائد يترك بصمة مميزة وأثراً طيباً على مر الزمان.

لوسائل الإعلام دور مهم وأساسي في المجتمع من حيث تأثيره على الطريقة التي يفكر بها الناس وكيفية تلقي المعلومة وصياغتها وتوظيفها لما فيه النفع، ولا شك أنها أسهمت إسهاماً جلياً له سمته في دفع الحركة الثقافية والاجتماعية وحتى الاقتصادية في حياة المجتمع السعودي، وعكست من خلال أقلام القائمين عليها والمشاركين فيها الشعور الوطني المتوثب للمشاركة في تطوير البلاد والمساهمة في بناء المجتمع وتثقيفه ورفع مستوى وعي الأفراد. فمن وظائف الإعلام المتعدده تقديم معلومات تُنقل بكل صدق وأمانة تحمل في طياتها جوهر الفكرة حقيقة دون تهويل، لتصل إلى الجمهور بموضوعية ودون إشاعات أو تزييف من أجل خدمة الرأي العام، والإسهام في الحوارات الفعالة واحترام الرأي الآخر بالاعتماد على ديمقراطية الحوار، والإقناع المنطقي بأسلوب عقلاني بعيداً عن المجادلات الفارغة.

كما أن من مهمة وسائل الإعلام نشر الوعي بين أفراد المجتمع ورفع المستوى الثقافي بطرق حديثة قائمة على الابتكار وتذليل العثرات التي من شأنها فهم الوقائع التي تخص حياة الناس بنقل المعلومة ذات التأثير الفعال الذي ينعكس إيجابيا على الفرد والمجتمع بنمطية متجددة، وبشكل راقٍ يتجسد فيه الإبداع ويساعد على نقل وتبادل الحضارات؛ وسرعة انتشار اللغات واللهجات المستخدمة بين الشعوب وتعمل على تقوية العلاقات الإنسانية وتوطيدها عن طريق زيادة التماسك الاجتماعي الذي هو الرابط الوثيق بين أفراد المجتمع السعودي.

ويشهد الإعلام السعودي تحولاً جذرياً في السنوات الأخيرة، فمن صحافة تقليدية إلى منصات رقمية متطورة، ومن محتوى محلي إلى برامج عالمية متزايدة، ويقدم محتوى متنوعاً شاملاً للأخبار والبرامج الثقافية والترفيهية والرياضية تلبية لاحتياجات جميع شرائح المجتمع، كما يساهم بشكل فعال في طرح القضايا الاجتماعية الهامة مثل تمكين المرأة وحقوق الإنسان والتسامح والاعتدال بكل مصداقية من أجل الحفاظ على منظومة المجتمع السعودي ووصوله إلى أعلى رتب المثالية والتطور وتعزيز صورة المملكة العربية السعودية اللامعة والبراقة دون أدنى شك، محلياً ودولياً من خلال جودة المحتوى الإعلامي لمواكبة التحولات العالمية.

الإعلام سلاح ذو حدين إما أن يسهم في ترسيخ القيم والعادات والتقاليد المجتمعية السلمية وإما أن يكون معول هدم؛ ومن هذا المنطلق يسعى القائمون على القطاع الإعلامي إلى تطويره والتقدم بالمحتوى المحلي بما يتوافق مع القيم والثقافة الاجتماعية في المملكة العربية السعودية؛ ليكون أداة بناء وعلو يتناسب مع رؤية 2030 بهدف تمكين أبناء المجتمع السعودي من الاستفادة من شفافية الإعلام وتقديم محتوى هادف ذي قيم فكرية عالية الجودة وتكوين رأي صائب عن القضايا المطروحة حول آراء الناس في شتى المواضيع التي تهم المجتمع.

فالإعلام لم يعد ثرثرة أو دعاية جوفاء لا معنى لها بل أصبحت الدراسات الإعلامية العلمية الموثقة أحد المصادر الأساسية للمعلومات اللازمة لصنع القرارات التي تمس أبناء المجتمع لأن ركيزتها الإنسان.

والإنسان السعودي بمثابرته وإرادته القوية، وتصميمه على مواكبة التطور فقد أولى الإعلام جل اهتمامه من أجل صناعه الفكر الراقي وحل القضايا والمشكلات التي تمسها، وقد أصبح العالم قرية صغيرة بفضل تطور الإعلام وثورة الاتصالات المذهلة والفضائيات المنتشرة داخل الكرة الأرضية؛ وظاهرة الانترنت التي أتاحت للبشرية كلها أن تتصل وتتبادل المعلومات مع بعضها البعض.

هذا الكتاب المفتوح الذي أصبح لكل شخص في هذا الكون أن يطلع عليه يجب ان يعرض فيه خير الكلام وخير العلم، ونقل خير العادات والتقاليد والمثل والقيم الأخلاقية التي تخص المجتمع إلى جانب توعية الإنسان وإرشاده إلى كل ماهو سليم ومؤثر، أصبحت منصات التواصل تلعب دوراً أساسياً في عرض المواهب وتعريف الناس بها بدلا من كبتها وتركها بلا حياة في مهدها، بل تساعد على تعزيز القدرات الإبداعية وبناء الذوق العام والارتقاء بمنظومة القيم الأخلاقية، نستطيع ان نجزم بأن الإعلام في المملكة العربية السعودية استطاع أن يملك زمام الأمور ويوجه أبناء المجتمع السعودي لكل ما هو مفيد وفعال يمكّن من تطوير المهارات والتفكير الإبداعي والترفيه والتسلية وتقديم كل ما هو تنمية للفكر حيث يلامس نبض الإنسان السعودي؛ ليبقى متألقا دائما في وطنه وفي كل أرجاء العالم، محافظاً على مكانته المتميزة التي يشار إليها بالبنان بكل فخر واعتزاز.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد