يظهر مقطع فيديو، انتشر على الانترنت، تلميذات في مدرسة يقاطعن كلمة لمسؤول في قوات الباسيج، شبه العسكرية، بعدما وصلت الاحتجاجات المناوئة للحكومة إلى المدارس.
وتظهر التلميذات وهن يلوحن بخمرهن ويهتفن بشعار "الباسيج، ارحل"، في وجه الرجل الذي كان سيلقي عليهن كلمة.
ولم تتحقق بي بي سي من صحة التقارير التي تفيد بأن الصور سجلت الثلاثاء في شيراز.
وساعدت قوات الباسيج الأجهزة الأمنية في قمع الاحتجاجات، التي اندلعت عقب وفاة شابة، في مركز للشرطة.
وتظهر صور فيديو أخرى، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، رجلا يصرخ: "الموت للدكتاتور"، بينما كانت مجموعة من الفتيات تسير في الشارع، في مدينة سنانداج، شمال غربي البلاد، وامرأة مسنة تصفق لفتيات بلا حجاب يرددن "الحرية، الحرية، الحرية"، في الشارع.
وفي مقطع مصور رابع يظهر أستاذ يهدد بطرد تلميذات، إذا رفضن تغطية رؤوسهن، في اعتصام في ساحة المدرسة.
أما المقطع الخامس، الذي يعتقد أنه صور في مدينة خراج، فيظهر فتيات يصرخن هاربات من رجل، يعتقد أنه من أجهزة الأمن بلباس مدني، يقود دراجة نارية على الرصيف.
- مهسا أميني: اشتباكات خلال الليل بين قوات الأمن الإيرانية وطلاب جامعة شريف في طهران
- مهسا أميني: إيران تعتقل "تسعة أوروبيين" بتهمة التجسس مع تواصل الاضطرابات
وقد اندلعت الاحتجاجات، أول مرة، إثر وفاة شابة، عمرها 22 عاما، في مركز للشرطة. فقد دخلت مهسا أميني الانعاش بعد ساعات من اعتقالها من قبل شرطة الآداب يوم 13 سبتمبر/أيلول في طهران، بسبب عدم الالتزام بقانون تغطية الرأس، وفارقت الحياة، في المستشفى، بعد ثلاثة أيام.
وتزعم عائلتها أن أفراد الشرطة ضربوها بالعصا على رأسها، وخبطوا رأسها على إحدى سياراتهم. وتنفي الشرطة أن الفتاة تعرضت للعنف، وتقول إنها أصيبت بنوبة قلبية.
وبدأت الاحتجاجات في المنطقة الشمالية الغربية، التي تنحدر منها مهسا، ثم توسعت بسرعة لتشمل مختلف مناطق البلاد.
وكانت النساء في مقدمة الاحتجاجات منذ اندلاعها، ولكن هذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها تلميذات المدارس بأعداد كبيرة.
ويأتي هذا التطور بعد يوم من حصار قوات الأمن لجامعة شريف للتكنولوجيا في طهران، لقمع احتجاج الطلاب فيها. وأفادت تقارير بضرب العشرات منهم واقتيادهم معصوبين إلى أماكن مجهولة.
وشهد يوم الاثنين تدخل المرشد الأعلى، علي خامنئي، إذ اتهم الولايات المتحدة وإسرائيل بتدبير "أعمال الشغب". وعبر عن دعمه الكامل لأجهزة الأمن، التي تتهمها منظمات حقوق الإنسان بقتل العشرات من المتظاهرين.
وأفادت تقارير الثلاثاء بأن عدد ضحايا المواجهات بين أجهزة الأمن والمتظاهرين المناوئين للحكومة، في مدينة زهدان الجنوبية الشرقية، وصل إلى 83 شخصا.
وتقع زهدان، عاصمة مقاطعة سيستان بلوشستان، على الحدود مع باكستان وأفغانستان، وفيها نسبة كبيرة من السنة.
وقالت السلطات إن أجهزة الأمن تعرضت لهجوم من قبل الانفصاليين المسلحين البلوش، وهو ما نفاه إمام أكبر مساجد المدينة.
واندلعت أعمال العنف الجمعة عندما حاصر متظاهرون مركزا للشرطة، فأطلق أفراد الشرطة النار عليهم.
وتصاعد التوتر بسبب مزاعم بتعرض طفلة عمرها 15 عاما للاغتصاب على يد شرطي، في سيستان بلوشستان.
وفي تطور آخر، نقلت وسائل الإعلام الرسمية عن المدعي العام في طهران قوله إنه فتح تحقيقا في وفاة نيكا شاكرمي، الفتاة البالغة من العمر 16 عاما، التي اختفت بعد مشاركتها في احتجاجات في طهران، يوم 20 سبتمبر/أيلول.
وذكرت عمتها أنها قالت، في آخر رسالة لها، إن الشرطة تتعقبها، وأن عائلتها عثرت على جثتها في غرفة لحفظ الجثث، في مركز للشرطة، بعد 10 أيام.
وأفادت مصادر قريبة من عائلة في تصريح لبي بي سي فارسي بأنهم قبل أن يدفنوا نيكا سرقت أجهزة الأمن جثتها، ودفنتها سرا في قريبة، تبعد 40 كيلومترا عن بلدة والدها، في خورام أباد، غربي البلاد.