: آخر تحديث
عاصرت تحولات كبرى وسحرت كثيرين بذكائها

الملكة إليزابيث الثانية: قادة العالم يتذكرون "الملكة طيبة القلب"

67
57
65
مواضيع ذات صلة

أشاد قادة العالم وكبار الشخصيات بالملكة إليزابيث الثانية، التي توفيت عن عمر يناهز 96 عاما.

لقد أظهروا التقدير لـ "إحساس الملكة العميق بالواجب ومرونتها، فضلاً عن روح الدعابة واللطف لديها".

وقاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الإشادات، متذكرا "الملكة طيبة القلب" التي كانت "صديقة فرنسا".

وقال الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما إن الملكة "أسرت العالم" مع "عهد مفعم بالكياسة والأناقة وأخلاقيات العمل الدؤوب".

وأضاف أوباما الذي التقى الملكة أكثر من مرة، في بيان "مرارا وتكرارا، أذهلنا الدفء الذي تتمتع به، والطريقة التي جعلت بها الناس يشعرون بالراحة، وكيف جلبت لها روح الدعابة وجاذبيتها الشخصية لحظات من الأبهة والظروف العظيمة".

أما الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، الذي التقى الملكة لأول مرة قبل 40 عاما، فوصفها بأنها "أكثر من ملكة، إنها تمثل حقبة من الزمن".

وقال بايدن في وصفه لزيارته بريطانيا في 2021 كرئيس "لقد سحرتنا بذكائها، وشاركتنا بسخاء في حكمتها".

والتقت الملكة إليزابيث في عهدها بـ 14 رئيسا للولايات المتحدة.

وقال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إنه "لن ينسى صداقة صاحبة الجلالة الكريمة، حكمتها العظيمة، وروح الدعابة الرائعة".

وكتب على منصته "تروث سوشيال": "يا لها من سيدة عظيمة وجميلة، لم يكن هناك أحد مثلها"!

وتحدث رئيس سابق آخر، جورج دبليو بوش، باعتزاز عن الوقت الذي أمضاه في تناول الشاي مع جلالة الملكة ومشاهدة كلابها الملكية.

وفي كندا، حيث تمثل الملكة رأس الدولة، حكم خلال عهدها 12 رئيس وزراء كنديا. وبعد وقت قصير من إعلان خبر وفاتها، قال جاستن ترودو إن لديها "حبا عميقا ودائما للكنديين".

وتابع ترودو "في عالم معقد، جلب عزمها الثابت وكياستها الراحة لنا جميعا"، مضيفا أنه سيفتقد "محادثاتهما" حيث كانت "حكيمة ومحبة للاطلاع ومُقدمة للمعونة ومرحة وغير ذلك الكثير".

قال وهو يحبس دموعه "لقد كانت واحدة من الأشخاص المفضلين لدي في العالم، وسوف نفتقدها كثيرا".

الملكة إليزابيث الثانية تستقبل رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال لقاء في قلعة وندسور، في 7 مارس/آذار 2022، إنجلترا
Getty Images
التقت صاحبة الجلالة مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو عدة مرات، بما في ذلك في وقت سابق من هذا العام في وندسور

"شخصية استثنائية"

وقال ملك هولندا ويليم ألكسندر، وهو ابن العم الخامس للملكة إليزابيث الثانية، إنه يتذكر هو والملكة ماكسيما: الملكة "الصامدة والحكيمة" "باحترام عميق ومودة كبيرة".

وقال ملك بلجيكا فيليب والملكة ماتيلد إنها كانت "شخصية استثنائية ... أظهرت طوال فترة حكمها كرامتها وشجاعتها وتفانيها".

واستذكر رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي "اجتماعاته التي لا تنسى" مع الملكة خلال زيارتين لبريطانيا.

وكتب على تويتر "لن أنسى أبدا دفئها ولطفها .. خلال أحد الاجتماعات، أرتني منديل المهاتما غاندي الذي أهداها إياه في حفل زفافها. سأعتز بهذه اللفتة دائما".

الملكة إليزابيث وناريندرا مودي من الهند في قصر باكنغهام عام 2015
Getty Images
الملكة إليزابيث وناريندرا مودي من الهند في قصر باكنغهام عام 2015

وأشاد المستشار الألماني أولاف شولتز "بروح الدعابة الرائعة" للملكة، وقال في بيان إن "التزامها بالمصالحة الألمانية البريطانية بعد أهوال الحرب العالمية الثانية لن ينسى".

"حضور مُطمئن"

بصفتها ملكة لمدة سبعة عقود، عاشت الملكة إليزابيث في أزمنة شهدت تحولات غير عادية، وقد انعكس ذلك في العديد من الإشادات.

وكما أشار باراك أوباما فقد عاشت "فترات من الازدهار والركود، من الهبوط على سطح القمر إلى سقوط جدار برلين".

وأشاد الرئيس الأيرلندي مايكل دي هيغينز بـ "إحساس الملكة الاستثنائي بالواجب" والذي "سيحتل مكانة فريدة في التاريخ البريطاني".

وقال في بيان مطول "عهدها الذي استمر 70 عاما شهد فترات تغيرات هائلة مثّلت خلالها مصدرا رائعا لطمأنة الشعب البريطاني".

وتحدث رئيس الوزراء الأيرلندي ميشيل مارتن عن فترة حكمها بأنها "فترة تاريخية" ووصف وفاة الملكة بأنها "نهاية حقبة".

وقال مارتن في بيان "تفانيها في أداء الواجب والخدمة العامة كان بينا وحكمتها وخبرتها فريدة حقا". كما أشار إلى "مبادراتها الكريمة العديدة وعباراتها الدافئة" خلال زيارتها الرسمية لأيرلندا في عام 2011.

قال أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، إنه كان للملكة إليزابيث "حضور مُطمئن طوال عقود من التغيير الشامل، بما في ذلك إنهاء الاستعمار في إفريقيا وآسيا وتطور الكومنولث".

وأشاد في بيان بـ "تفانيها الذي لا يتزعزع طوال حياتها لخدمة شعبها. وسيتذكر العالم طويلا إخلاصها وقيادتها".

الملكة إليزابيث الثانية تزور مبنى البلدية في سيدني خلال جولتها في أستراليا، مايو/أيار 1970
Getty Images
الملكة إليزابيث الثانية خلال جولتها في أستراليا عام 1970

وأشار الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إلى التغيير الهائل الذي شهدته الملكة طوال فترة حكمها، لكنه شدد على القول أنها طوال ذلك "ظلت رمزا للقيادة المستقرة والمسؤولة ومنارة للأخلاق والإنسانية والوطنية".

بينما لم تقم الملكة بزيارة إسرائيل، قام الأمراء تشارلز وإدوارد وويليام والأمير الراحل فيليب، الذي دفنت والدته في القدس، بزيارتها.

وزارت الملكة إليزابيث أستراليا، الدولة العضو في الكومنولث حيث كانت رأس الدولة فيها، 16 مرة.

وأشار رئيس الوزراء أنطوني ألبانيز إلى أن الكثيرين لم يعرفوا عالما بدونها.

وقال في بيان "على الرغم من الضجيج والاضطراب الذي شهدته السنوات، فقد جسدت وأظهرت أخلاقا خالدة وهدوء دائما".

"لقد احتفلت بأوقاتنا السعيدة، ووقفت معنا في الأوقات السيئة".

وقالت رئيسة وزراء نيوزيلندا، جاسيندا أرديرن، إنها استيقظت على نبأ وفاة الملكة بعد أن أضاء ضابط شرطة غرفة نومها في الساعة 04:50 لإيقاظها.

وأضافت أرديرن "كانت رائعة ... الأيام الأخيرة من حياة الملكة تجسد من كانت من نواح كثيرة، وتعمل حتى النهاية نيابة عن الأشخاص الذين أحبتهم".

الملكة إليزابيث الثانية تحيي جاسيندا أرديرن، رئيسة وزراء نيوزيلندا في قصر باكنغهام في 19 أبريل/نيسان 2018 في لندن، إنجلترا
Getty Images
الملكة إليزابيث مع رئيسة وزراء نيوزيلندا، جاسيندا أرديرن، في عام 2018

وقال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إن بلاده "تحزن على وفاة زعيمة بارزة". وأضاف أن الملكة التي زارت الأردن عام 1984 كانت "منارة للحكمة والقيادة المبدئية .. شريكة للأردن وصديقة عزيزة للعائلة".

وأرسل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي التقى بالملكة عدة مرات "أعمق تعازيه" إلى الملك تشارلز الثالث.

وكتب بوتين في بيان "ترتبط الأحداث الأكثر أهمية في التاريخ الحديث لبريطانيا ارتباطا وثيقا باسم صاحبة الجلالة.. لعقود عديدة، تمتعت إليزابيث الثانية بحق حب واحترام رعاياها، فضلا عن السلطة على المسرح العالمي".

وكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تويتر أنه بـ "حزن عميق" علم بـ "هذه الخسارة التي لا يمكن تعويضها".

الملكة مع الأمير فيليب والملك حسين والملكة نور في زيارة البتراء
Getty Images
الأمير فيليب، ثم الملكة، والملك الأردني حسين والملكة نور في زيارة لموقع البتراء الأثري في عام 1984

كما شارك القادة الأفارقة أيضا بإشاداتهم للملكة إليزابيث، التي كانت تعرف الكثير منهم جيدا، وبصفتها رئيسة الكومنولث، وكانت متعاطفة مع قضاياهم.

وأشاد الرئيس الكيني المنتخب ويليام روتو بـ "إرثها التاريخي" وقال إن الكينيين "سيفتقدون العلاقات الودية التي تتمتع بها" مع البلاد.

وكانت كينيا، المستعمرة البريطانية السابقة التي استقلت في عام 1963، مكانا خاصا جدا للملكة. كانت الأميرة الشابة، التي كانت تبلغ من العمر 25 عاما فقط، في إجازة هناك عندما توفي والدها الملك جورج السادس أثناء نومه عام 1952.

وقال علي بونغو أونديمبا رئيس الغابون، وهي واحدة من أحدث الدول التي انضمت إلى الكومنولث: "الملكة كانت صديقة كبيرة لأفريقيا وأفريقيا أظهرت عاطفتها في المقابل".

وغردت رئيسة غانا نانا أكوفو أدو على تويتر قائلة إن بلادها لديها ذكريات جميلة عن الزيارتين اللتين قامت بهما الملكة، مشيرة إلى "صداقتها وأناقتها وأسلوبها وفرحها المطلق في أداء مهامها".

وكانت رحلتها الأولى إلى غانا، وهي أيضا مستعمرة بريطانية سابقة، مثيرة للجدل وكانت هناك مخاوف بشأن سلامة الملكة. قبل خمسة أيام، انفجرت القنابل في العاصمة أكرا، لكن الملكة لم تتراجع ، ويعود ذلك جزئيا إلى أنها سبق أن ألغت بالفعل زيارة سابقة عندما حملت بالأمير أندرو.

الملكة مع رئيس كينيا دانيال أراب موي (1924-2020) في الموكب بعد وصولها إلى نيروبي، كينيا، 10 نوفمبر/تشرين الثاني 1983
Getty Images
كانت كينيا دائما مكانا خاصا للملكة إليزابيث، وتظهر هنا جنبا إلى جنب مع الرئيس دانيال أراب موي خلال زيارة للدولة في عام 1983


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار