فريتاون: قتل شرطيان في سيراليون الأربعاء في أعقاب تظاهرة احتجاج على غلاء المعيشة تخللتها صدامات بين قوات الأمن وشبان يطالبون باستقالة الحكومة، حسبما أعلنت الشرطة.
وقال المتحدث باسم الشرطة بريما كامارا لوكالة فرانس برس إن "شرطيا وشرطية تعرضا للضرب حتى الموت على أيدي متظاهرين في الناحية الشرقية لفريتاون صباحا".
وفي حيّ كيسي في شرق العاصمة، رشق عشرات الشبان الحجارة والعصي على قوى الأمن التي ردّت بإطلاق الغاز المسيّل للدموع، وفق ما أفاد أحد مراسلي وكالة فرانس برس.
وعلت هتافات تدعو إلى تنحي الرئيس جوليوس مادا بيو الذي يمسك بزمام السلطة منذ 2018.
وقال عدّة متظاهرين لوكالة فرانس برس إن قوى الأمن أطلقت الرصاص الحيّ.
ونقل عشرات المصابين إلى مستشفى كونوت، وفق طبيب في المؤسسة فضّل عدم الكشف عن هويته.
وأعلنت الشرطة من جهتها عن توقيف عشرات المتظاهرين.
وأقيمت هذه التظاهرة بمبادرة من مجموعة من النساء التاجرات اللواتي دعين إلى "تجمّع سلمي ... لتسليط الضوء على الصعوبات الاقتصادية والمشاكل المتعدّدة التي تلقي بظلالها على نساء سيراليون"، وفق رسالة موجّهة إلى المفتّش العام للشرطة اطلعت وكالة فرانس برس على نسخة منها.
حظر تجول
وأعلن نائب الرئيس محمد جولده جالوه حظر تجول على مستوى البلاد قائلا إن "مواطنين سيراليونيين أبرياء من بينهم عدد من عناصر الأمن" قتلوا.
وتوقّفت خدمة الإنترنت مؤقتا بعد ظهر الأربعاء، بحسب ما أفاد موقع نيت بلوكس ومقرّه لندن الذي يراقب عمليات حجب الشبكة في العالم.
ونظّمت تظاهرات أيضا في مدينتي ماكيني وماغبوروكا في وسط البلد.
ويجري الرئيس بيو حاليا زيارة خاصة إلى بريطانيا.
تعدّ سيراليون من البلدان الأقلّ نموا في العالم، بالرغم من أراض شاسعة تزخر بالماس في باطنها.
وكانت هذه المستعمرة البريطانية السابقة التي يعيش فيها 7,5 ملايين نسمة لا تزال تضمّد جروح حرب أهلية دامية مزّقتها من1991 إلى 2002 وتنهض من وباء إيبولا الذي ضرب الغرب الإفريقي بين 2014 و2016 عندما ضربتها جائحة كوفيد-19 ثمّ ارتدّت عليها تداعيات الحرب في أوكرانيا.
وفاقم الغزو الروسي لأوكرانيا مشقّات الحياة اليومية لسكان هذا البلد الواقع في الغرب الإفريقي، في ظلّ ارتفاع شديد في أسعار سلع أساسية، مثل الأرز وزيت الطهي والوقود، لا سيّما لهؤلاء الذين يعيشون مع أقلّ من 1,9 دولار في اليوم والذين يشكّلون 43 % من السكان، بحسب البنك الدولي.
وفي الأول من تموز/يوليو، أطلق الرئيس بيو عملات نقدية جديدة بغية تعزيز الثقة في ظلّ تضخّم جامح.