مانيلا: أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بعد لقاء مع الرئيس الفيليبيني الجديد فرديناند ماركوس جونيور في مانيلا السبت على التحالف "الثابت" بين البلدين، بينما تشهد المنطقة تصاعداً في التوتر مع الصين.
وقال وزير الخارجية الأميركي لماركوس الابن الذي تولى منصبه في 30 حزيران/يونيو إن "التحالف قوي، وأعتقد أنه يمكن أن يصبح أقوى".
وبلينكن هو أرفع مسؤول أميركي يلتقي ماركوس جونيور منذ أن تولى الرئاسة.
من جهته، أشاد الرئيس فرديناند ماركوس الابن "بالعلاقة المميزة" التي تربط بين البلدين.
ويربط اتفاق أمني بين الفيليبين والولايات المتحدة التي تدعم مستعمرتها السابقة في نزاعها مع بكين على مناطق في بحر الصين الجنوبي.
وقال بلينكن للصحافيين إن التزام واشنطن اتفاق الدفاع المشترك هذا "ثابت". وأضاف "نقف دائما إلى جانب شركائنا"، موضحا أنه "من المهم التشديد على ذلك ما يحدث شمالا هنا في مضيق تايوان".
"شدة" النزاع
وتأتي زيارة وزير الخارجية الأميركي للأرخبيل بينما تجري الصين أكبر مناورات عسكرية في تاريخها حول تايوان التي تبعد 400 كيلومتر عن شمال الفيليبين، رداً على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي للجزيرة التي تعتبرها بكين جزءا لا يتجزأ من الأراضي الصينية.
ورأى ماركوس أن زيارة بيلوسي تبرز "شدة" النزاع في هذه المنطقة أكثر مما تؤججه.
وأكد الرئيس الفيليبيني أنه سيحقق توازنا بين الصين والولايات المتحدة، اللتين تتنافسان على إقامة علاقات وثيقة مع إدارته.
وفي محادثات عبر الانترنت مع نظيره الفلبيني إنريكي مانالو، أكد بلينكين إن الولايات المتحدة "ملتزمة التصرف بمسؤولية" لتجنب حدوث أزمة.
وقال إن "الحفاظ على السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان أمر حيوي ليس لتايوان وحدها بل للفيليبين والعديد من الدول الأخرى".
"تحديات كبيرة"
ورداً على بلينكن، قال وزير الخارجية الفيليبيني إن بلاده لا تستطيع تحمل "تصعيد جديد في التوتر في المنطقة" لأنها تواجه "تحديات كبيرة" مثل إنعاش اقتصادها المنكوب بوباء كوفيد-19.
وأضاف مانالو أن "الفيلبين ما زالت تتطلع إلى القوى الكبرى لمساعدتها على تهدئة الأمور والحفاظ على السلام".
وصل بلينكن إلى العاصمة الفيليبينية مانيلا الجمعة قادما من بنوم بنه حيث حضر قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في كمبوديا.
وخلال هذه القمة دان وزير الخارجية الأميركي مناورات الصين التي وصفها بأنها "تصعيد كبير".
وعلى غرار الدول الأعضاء الأخرى في الرابطة، لا تعترف الفيليبين رسمياً بتايوان ولم تظهر أي رغبة في دعم تايبيه ضد بكين أكبر شريك تجاري لها.
علاقة معقدة
والعلاقة بين واشنطن وعائلة الرئيس الجديد معقدة.
فقد حكم فرديناند ماركوس والد رئيس الدولة الحالي، الفيليبين من دون منازع لعقدين بدعم من الولايات المتحدة التي اعتبرته حليفاً خلال الحرب الباردة.
لكن الحكومة الأميركية نأت بعد ذلك بنفسها، وفر ماركوس الأب مع عائلته إلى هاواي في 1986 بعد أن أطاحته انتفاضة شعبية.
ومع تصاعد التوتر في المنطقة، تسعى الولايات المتحدة إلى تعزيز تحالفها مع الفيليبين الذي يمكن بموجبه، للجيش الأميركي الوصول إلى بعض القواعد العسكرية في البلاد وتخزين معدات عسكرية هناك.
وكانت العلاقات بين واشنطن ومانيلا تحسنت في نهاية عهد الرئيس السابق رودريغو دوتيرتي الذي هدد قبل ذلك بإلغاء اتفاق عسكري رئيسي مع الولايات المتحدة.