موسكو: رفضت محكمة في موسكو الاستئناف الذي تقدّم به المعارض الروسي المسجون أليكسي نافالني ضد حكم بسجنه تسع سنوات يرى وحلفاؤه بأنه مدفوع سياسيا.
وقضت محكمة مدينة موسكو بـ"ترك الحكم من دون تغيير" وبأن يدخل حيّز التنفيذ فورا، ما يعني بأنه سيتم نقل نافالني إلى سجن حيث تطبّق إجراءات صارمة ليقضي عقوبته، بعدما أدين في آذار/مارس بالاختلاس وازدراء المحكمة.
وأعلن محاموه على الفور أنهم سيستأنفون الحكم.
حضر نافالني الجلسة عبر رابط فيديو من وراء القضبان وقد ارتدى زي السجين الأسود وسترة شتوية وبدا متماسكًا وعلق ممازحًا على مشكلات في نظام الصوت.
بدأت الجلسات الأسبوع الماضي لكن نافالني حصل على تأجيل لمدة أسبوع حتى تتمكن أسرته من زيارته.
تمديد مهلة السجن
مُددت فترة سجن نافالني، وهو من أشد منتقدي الرئيس فلاديمير بوتين، في أواخر آذار/مارس إلى تسع سنوات بعد إدانته باختلاس تبرعات لمنظماته السياسية وبازدراء المحكمة.
وطالبت محاميته أولغا ميخائيلوفا المحكمة بإلغاء الحكم لأنه "غير عادل" و"يتعارض مع القانون الدولي"، في حين وصفه المدعي بأنه "قانوني ومبرر".
وقال نافالني للمحكمة إنه تم الاستماع إلى قضيته في السجن بذريعة القيود التي تستدعيها مكافحة كوفيد على الرغم من أن محكمة موسكو منعقدة على نحو اعتيادي.
وقال "قيود كوفيد تنطبق علي فقط" وقال أيضا إن فريقه القانوني "ضبط القاضية (مارغريتا) كوتوفا في منتصف المحاكمة وهي تتصل بشخص من مكتب الرئاسة".
يقضي نافالني عقوبة بالسجن عامين ونصف في سجن يبعد حوالي 100 كيلومتر شرقي موسكو لخرقه الإفراج المشروط عنه في قضية احتيال قديمة اتهم بها.
مستعمرة جزائية
وإذا دخل الحكم الجديد حيز التنفيذ فسينقل نافالني البالغ من العمر 45 عامًا إلى مستعمرة جزائية تخضع لنظام صارم مع ظروف أكثر قسوة، بما في ذلك السماح بعدد أقل من الزيارات العائلية.
يعترض فريقه القانوني على ذلك ويقولون إنه يُعامل خطأ كمجرم صاحب سوابق.
سيحل الحكم الجديد محل الحكم الصادر بحقه في شباط/فبراير 2021 وهذا يعني أن نافالني سيبقى خلف القضبان ثماني سنوات أخرى.
برز نافالني كمدون مناهض للفساد، وقبل سجنه دعا إلى احتجاجات مناهضة للحكومة في جميع أنحاء روسيا.
في عام 2020 نجا من محاولة لتسميمه بمادة نوفيتشوك وهو غاز أعصاب من الدرجة العسكرية صمم في عهد الاتحاد السوفياتي. وعلى الرغم من اتهامات نافالني، نفى الكرملين أي تورط له.
واعتقل العام الماضي لدى عودته من العلاج في ألمانيا وسط إدانة واسعة النطاق في الخارج وعقوبات فرضتها العواصم الغربية على روسيا.
منذ ذلك الحين صُنفت منظمات نافالني السياسية وفروعها بأنها "متطرفة" وتم إغلاقها. وفر حلفاؤه الرئيسيون من روسيا والعديد منهم مطلوبون من قبل السلطات الروسية بتهم جنائية.