إيلاف من بيروت: أرسل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جيشه إلى أوكرانيا متوقعًا أن تنتهي حملته العسكرية في أيام قليلة.. لكنها اليوم تمتد شهرين ونيف. ويبدو أن الصمود الأوكراني بوجه ثاني أقوى جيش في العالم تدعو إلى الاستغراب، وإلى الاحترام.
سألت "إيلاف" قارئها: "كيف تقيم العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا؟". وجد 35 في المئة من المستجيبين للاستفتاء أنها ناجحة، في مقابل 65 في المئة اعترفوا بفشلها.
رغم استخدام موسكو أسلحة متطورة، واجهت قواتها مقاومة أوكرانية شرسة، فتراجعت منسحبة من مناطق عدة، وفر جنودها تاركين دباباتهم وصواريخهم وآلياتهم الثقيلة المتطورة، ليغنمها الأوكران بسهولة. ويقول الجيش الأوكراني إنه كبد الروس 684 دبابة حتى 5 أبريل الجاري، فيما تتوقف تقارير عسكرية مختلفة عند عدد 476 دبابة، بينها 40 دبابة من دون اي خدش، هجرها الروس في عز المعركة.
لا شك في أن تسليح الناتو للجيش الأوكراني ساهم مساهمة كبيرة في تدمير الآلة العسكرية الروسية. فالولايات المتحدة زودت أوكرانيا بـنحو 4000 صاروخ من نوع "جافلين" المضاد للدبابات في بداية الصراع، فيما أرسلت بريطانيا نحو 3600 صاروخًا خفيفًا مضادًا للدبابات من طراز "أن لو"، هذا إضافة إلى ما تملكه كييف من مسيرات "بيرقدار" التركية مع 100 مسيرة انتحارية "سويتش بلايد" أرسلتها واشنطن أخيرًا. وقد أثبت الأوكرانيون قدرتهم في استخدام المسيرات لضرب القوافل الروسية وتدميرها.
كل هذه إشارات جدية إلى فشل الحملة الروسية حتى الآن على المستوى التكتيكي، خصوصًا أن الوحول أبطأت كثيراً حركة الدبابات الروسية وجعلتها فريسة سهلة لرماة الصواريخ المضادة للدروع الأوكران.
إلى ذلك، توقفت بعض الدبابات وهجرها الروس بسبب نفاد الوقود. وهذا فشل في التخطيط يضاف إلى الفشل في ربط القوات بعضها ببعض.
في مناطق كثيرة، استعاض الروس عن التقدم العسكري بسياسة الأرض المحروقة، كما في بوتشا وماريوبول وخاركيف وغيرها. كما استعان الروس بالصواريخ الباليستية لإلحاق الأضرار بالبنى التحتية الأوكرانية، فكان رد كييف إغرق الطراد الروسي الشهير موسكفا في مياه البحر الأسود.
يتفق الخبراء على أن الحملة الروسية على أوكرانية تزداد فشلًا، يومًا بعد يوم، إن على الصعيد العسكري، وإن على الصعيد السياسي، بعد العزلة التي يعانيها بوتين، والعقوبات التي يرزح تحتها سيد الكرملين وأركان دولته.