: آخر تحديث
في ظل تصاعد التوتر الإقليمي

إندونيسيا توقع عقداً مع فرنسا لشراء 42 طائرة رافال

70
73
85

جاكرتا: وقّعت إندونيسيا الخميس مع فرنسا عقدا لشراء 42 مقاتلة رافال فيما تسعى باريس وجاكرتا إلى تعزيز روابطهما في مواجهة التوتر المتصاعد في منطقة آسيا المحيط الهادئ.

كما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنّ الولايات المتحدة وافقت الخميس على بيع إندونيسيا 36 مقاتلة إف-15 مقابل 14 مليار دولار.

وقال وزير الدفاع الإندونيسي برابوو سوبيانتو اثر لقاء مع نظيرته الفرنسية فلورانس بارلي في جاكرتا "اتفقنا على شراء 42 طائرة رافال مع عقد يشمل ست طائرات (الخميس) وعقد مقبل يشمل 36 أخرى".

وتبلغ قيمة العقد 8,1 مليارات دولار لشراء الطائرات وأسلحتها، على ما أوضحت وزارة الجيوش الفرنسية.

ولم يسبق لإندونيسيا أكبر دولة في جنوب شرق آسيا أن اشترت طائرات مقاتلة فرنسية، لكنها تسعى حالياً لتنويع تحالفاتها ومصادر إمداداتها بالمعدات العسكرية، في مواجهة تفاقم التوتر بين الصين والولايات المتحدة في المنطقة.

تعزيز الشراكة

علّق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على العقد كاتباً في تغريدة "42 رافال! اختارت إندونيسيا الجودة الصناعية الفرنسية".

ورحب بحلول "مرحلة جديدة تعزز شراكاتنا" في المنطقة.

ورحب إريك ترابييه رئيس شركة "داسو أفيياسيون" الفرنسية المصنعة لهذه الطائرات بالطلبية قائلاً "هذا بلد جديد لشركتنا ما يجعل من هذا العقد تاريخياً". وأشار إلى أن أولى الطائرات ستسلم "بعد حوالى ثلاث سنوات" على أن تسلّم بعد ذلك "بوتيرة طائرة واحدة في الشهر".

وتسعى فرنسا لتوطيد العلاقات مع إندونيسيا بعد الضربة التي تلقتها استراتيجيتها لتثبيت وجودها في المنطقة العام الماضي جراء فسخ كانبيرا عقداً ضخماً لشراء غواصات فرنسية على وقع إعلان إنشاء تحالف "أوكوس" الإستراتيجي بين أستراليا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

بعد هذه النكسة، تسعى باريس إلى تعزيز تحالفها مع شركائها القديمين مثل اليابان والهند فضلاً عن إندونيسيا ودول أخرى في آسيا.

وباشرت فرنسا "شراكة معززة" مع إندونيسيا بمناسبة زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان لجاكرتا في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.

وصرحت بارلي للصحافيين أن "خيار إندونيسيا هو خيار السيادة والجودة الفنية، مع طائرة أثبتت مراراً قدراتها العملانية".

وأشارت إلى أنها تطرقت مع نظيرها إلى أهمية "التنسيق الجيد بين كل الأطراف الفاعلة المعنية بالدفاع عن حرية المحيطين الهادئ والهندي بالاستناد إلى التعددية الفاعلة".

والتزم البلدان في ختام هذه الزيارة التعاون أيضاً في البحث والتطوير في مجال الغواصات مع عقد بين المجموعة الفرنسية "نافال غروب" وشركة بناء السفن الإندونيسية "بي تي بال"، "يتوقع أن يفضي إلى شراء غواصتين من طراز سكوربين"، على ما أكد الوزير الإندونيسي.

وقالت وزارة الجيوش الفرنسية "عقود التسلح الكبيرة هذه هي لبنة متينة جداً ترسخ العلاقة الثنائية على مدى عقود".

وأبرمت مجموعة تاليس الفرنسية من جهتها مذكرة تفاهم مع شركة PT LEN الإندونيسية للتعاون في مجال الأقمار الاصطناعية و"نيكستر" مع PT Pindad على صعيد الذخائر.

تجديد المقاتلات

وتملك إندونيسيا أسطولاً جوياً عسكرياً متقادماً يتألّف بصورة رئيسية من طائرات أف-16 أميركية وطائرات سوخوي روسية سو-27 وسو-30 وهي تجري مفاوضات مع عدد من الشركاء لتجديد مقاتلاتها.

ووقع هذا البلد عقدا العام 2018 لشراء 11 مقاتلة سوخوي سو-35، غير أنه لم ينفذ بسبب قانون "كاتسا" الأميركي الذي ينص على عقوبات تلقائية على أي بلد يعقد "صفقة كبيرة" مع قطاع الأسلحة الروسي.

ووقعت إندونيسيا وفرنسا اتفاق تعاون دفاعي العام 2021 في باريس وكانت مفاوضات تجري منذ أشهر عدة حول شراء طائرات رافال، وتتناول خصوصاً التمويل والتعويضات.

وسجلت شركة داسو الفرنسية للصناعات الدفاعية نتائج ممتازة العام 2021 مع بيع 18 طائرة لليونان (12 منها مستعملة) و30 لمصر و12 طائرة مستعملة لكرواتيا، وعقد صفقة قياسية لبيع 80 طائرة للإمارات العربية المتحدة.

توازياً قالت وزارة الخارجية الأميركية إنّ واشنطن وافقت الخميس على بيع إندونيسيا 36 مقاتلة إف-15 مقابل 14 مليار دولار.

وأشارت الوزارة في بيان إلى أنّ حيازة أندونيسيا هذه المقاتلات "ستعزز أمن شريك إقليمي مهمّ يمثّل قوة استقرار سياسي وتقدّم اقتصادي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ"، من دون أن تأتي على ذكر الصين التي يسعى الرئيس جو بايدن إلى التصدي لنفوذها الإقليمي المتنامي.

ولفت البيان إلى أنّ "مساعدة إندونيسيا على تطوير قدرة قوية للدفاع عن نفسها والحفاظ على هذه القدرة هو أمر حيوي للمصالح القومية للولايات المتحدة".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار