واشنطن: أعلن الجيش الأميركي الجمعة أنّه نفّذ ضربة بطائرة مسيّرة ضدّ أحد "مُخَطّطي" تنظيم الدولة الإسلاميّة في خراسان الذي كان أعلن في وقت سابق مسؤوليّته عن التفجير الانتحاري في مطار كابول.
وقال الكابتن بيل أوربان من القيادة المركزية في بيان إنّ الغارة الجوّية التي نفّذت بواسطة طائرة بلا طيّار "وقعت في إقليم نانغارهار بأفغانستان". وأضاف "المؤشّرات الأولية تدل إلى أنّنا قتلنا الهدف. لا عِلم لنا بسقوط أيّ ضحايا مدنيّين".
ونُفّذت الضربة من خارج أفغانستان في الوقت الذي استمرت فيه عمليات الإجلاء من مطار كابول الخاضع لمراقبة مشددة. وهذه اول ضربة ينفذها الجيش الأميركي منذ الهجوم الذي وقع الخميس في مطار كابول وخلّف ما لا يقل عن 85 قتيلا من بينهم 13 جنديا أميركيا.
وبعد الهجوم الذي تبناه تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان، توعد الرئيس جو بايدن بالرد. وقال لمنفذي الهجوم الأكثر دموية الذي يستهدف الجيش الأميركي في أفغانستان منذ عام 2011 "سنلاحقكم ونجعلكم تدفعون الثمن".
وفي خطاب ألقاه في البيت الأبيض ووصف فيه جنود بلاده الذين قتلوا في الهجوم الانتحاري بأنّهم "أبطال"، قال بايدن "لأولئك الذين نفّذوا هذا الهجوم وكذلك لأي شخص يتمنّى الضرر لأميركا، اعلموا هذا: لن نسامح. لن ننسى. سنطاردكم ونجعلكم تدفعون الثمن".
كما جدّد بايدن التزامه إنجاز انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان في 31 آب/أغسطس على الرّغم من الأصوات التي تطالبه، وبعضها من داخل حزبه، بالبقاء لما بعد هذه المهلة النهائية من أجل استكمال عمليات الإجلاء.
وأضاف "نظراً إلى أنّه من الممكن جداً أن يقع هجوم جديد، فقد خلُص الجيش إلى أنّه هذا ما يتعيّن علينا فعله، وأعتقد أنّهم (العسكريون) على حقّ".
وقال "الولايات المتحدة لن تسمح بترهيبها"، مضيفاً "لن نسمح لإرهابيين بأن يثبطوا عزيمتنا. لن ندعهم يوقفون مهمّتنا. سنواصل عمليات الإجلاء".
وبلغ التوتّر ذروته في أفغانستان، قبل أيّام من الموعد النهائي لانسحاب الجنود الأميركيّين وانتهاء عمليّات الإجلاء في 31 آب/أغسطس، بعد عقدين من الحرب.
وقال المتحدّث باسم وزارة الدفاع الأميركيّة جون كيربي الجمعة "نرى أنّه لا تزال هناك تهديدات جدّية... تهديدات محدّدة وجدّية".
وطلبت الولايات المتحدة من مواطنيها الجمعة أن يُغادروا "فوراً" البوّابات المحيطة بمطار كابول، حيث كان هجوم انتحاري قد استهدف الخميس حشوداً تُحاول الفرار من حكم طالبان.
وقالت السفارة الأميركيّة في كابول في تحذير أمنيّ على موقعها الإلكتروني إنّ "المواطنين الأميركيّين الموجودين الآن عند بوّابات +آبي+ والبوّابة الشرقيّة والبوّابة الشماليّة أو عند بوّابة وزارة الداخليّة يجب أن يُغادروا على الفور"، من دون أن تُعطي مزيداً من التفاصيل.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي إن هجومًا آخر "مرجح"، مستندة في قولها هذا إلى خبراء أمنيين. وأضافت أن الأيام القليلة المقبلة ستكون "الفترة الأخطر حتى الآن".