: آخر تحديث
الكاظمي: حاربوا بالكلمة والصورة مع القوات المسلحة

صحافيو العراق في عيدهم ..الكشف عن عدد صادم لضحاياهم منذ 2003

59
63
58

"ايلاف" من لندن: فيما احتفل الاعلاميون العراقيون الثلاثاء بعيد صحافتهم الـ152 فأنهم مازالوا يعانون استهداف اعداء الكلمة الحرة لهم اذ يحتل بلدهم المرتبة 156 من أصل 180 بلداً في  التصنيف العالمي لحرية الصحافة ويتساقطون برصاص الارهاب والسلاح المنفلت بينما اعتبر الكاظمي صحافة بلاده بأنها عين الناس ومنبرهم للرأي الحر الذي لن تعيش الديمقراطية بدونه.

وفي تصريحات متلفزة اليوم تابعتها "ايلاف" فقد أكد نقيب الصحافيين العراقيين الامين العام لاتحاد الصحافيين العرب مؤيد اللامي ان 475 صحافيا عراقيا سقطوا شهداء منذ عام 2003 بعد ان تقدموا الصفوف في محاربة الفساد والارهاب والدفاع عن مطالب مواطنيهم وقضاياهم وترسيخ مفاهيم الحرية والديمقراطية.

يشار الى ان اليوم الخامس عشر من حزيران يونيو يصادف الذكرى 152 لصدور اول صحيفة عراقية هي "زوراء" عام 1869 وذلك مع تعيين الوالي العثماني مدحت باشا على العراق حيث جلب معه مطبعة من باريس وصارت تطبع فيها الصحيفة التي شكل ظهورها علامة تحول بارزة وانعطافة للتحول إلى الحياة الحضارية . ثم اصبحت زوراء مصدرا تاريخيا هاما لتقييم الأوضاع السياسية والاجتماعية السائدة في العراق خلال تلك الفترة.   


الكاظمي : صحافيو العراق ضحايا المعركة ضد الارهاب وغربان الظلام

وقال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في كلمة بهذه المناسبة ان "الصحافة العراقية كانت ولا تزال ركناً أساسيا من وسائل الدفاع عن مصالح الشعب، وداعماً لتوجهاته الوطنية في محاربة الظلم والاستبداد، عبر حقب طويلة من الدكتاتورية التي حاولت خنق الأنفاس وكتم الأفواه".

وأشار الى انه "بعد ولادة العراق الجديد صارت مهمتها أكثر دقة وأهمية، فهي عين الناس وبوصلتهم للحقيقة ومنبرهم للرأي الحر الذي لن تعيش الديمقراطية بدونه". وأضاف "نستذكر في هذا اليوم أيضاً شهداء الصحافة وأصحاب الوقفة المشرفة الذين حاربوا بالكلمة الحقّة والصورة الصادقة الى جانب إخوتهم أبناء القوات المسلحة في حربهم ضد الإرهاب كما نستذكر من سقط منهم في سوح الدفاع عن كرامة العراق أو غدراً على يد غربان الظلام".
واكد قائلا "كلنا ثقة أن تستمر الأسرة الصحفية العراقية بعطائها الذي هو بقدر التحديات والمسؤوليات التي على عاتقها، وبقدر الدور اللامع الذي تؤديه الصحافة في محاربة التطرف وإعلاء شأن الدولة والقانون، ودعم وحدة العراق، وانتهاج المسؤولية والموضوعية والمهنية".  

ومن جانبه قال رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي ان الصحافة العراقية اسهمت إسهاماً فاعلاً في التصدي للتحديات التي تواجه الدولة، مثمنا دورها الوطني المتميز على الصعد كافة، سواء في الدعم أو مراقبة الأداء كسلطة رابعة.

أما الجبهة الوطنية المدنية فقد دعت من جهتها الى اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الصحافيين  ورعاية اسر الشهداء منهم وإصدار التشريعات التي تعزز حرية الصحافة وتضمن حقوقهم للوصول إلى المعلومة الصادقة في مواجهة الإعلام المضاد والعمل على نشر مفاهيم المواطنة والتفاهم والحوار والمصالحة التي تسد الطريق على كل من يحاول تعكير العلاقة بين اطياف الشعب العراقي والعمل على تقسيمه واضعافه.

العراق موقع متقدم بين الدول الاكثر خطورة للصحافيين

واذ يحتفل صحافيو العراق بعيدهم اليوم فان بلدهم لا يزال يحتفظ بموقعه المتقدم ضمن الدول الأكثر خطورة في مجال العمل الصحفي. ووفقا لتصنيف منظمة "مراسلون بلا حدود"، فإن العراق خلال عام 2020 حافظ على بقائه في البقعة السوداء المخصصة للدول الأكثر خطورة في مجال الصحافة وحرية التعبير عن الرأي  محتلا المركز 162 من بين 180 دولة رصدتها المنظمة.

ويشير تقرير للمنظمة أن الصحافيين العراقيين يخاطرون بحياتهم عندما يغطون الاحتجاجات أو عندما يحققون بشأن قضايا الفساد او يواجهون الارهاب. وقد ازدادت حدة الضغوطات على العاملين في مجال الصحافة منذ اندلاع تظاهرات الاحتجاج في تشرين الأول اكتوبر عام 2019  حيث يواجه الصحافيون الذين ينقلون احتجاجات المتظاهرين خطر التعرض للمضايقات أو الاختطاف أو الاعتيال .

وتقول المنظمة إنه في ظل تعنت الشخصيات السياسية والدينية التي تعتبر نفسها مقدسة وغير قابلة للانتقاد يتعرض الصحافيون للملاحقات ووسائل الإعلام لمنع النشر أو البث بتهمة "إهانة رموز وطنية أو دينية". وتنتقد غياب الافلات من العقاب قائلة "تمر اغتيالات الصحافيين دون أي عقاب اذ بأن التحقيقات التي تُفتح بشأنها لا تؤدي إلى أية نتائج مجدية". وتحذر من أن الوضع أكثر خطورة مما يبدو لأن المليشيات العديدة المتدخلة في الساحة العراقية يعمل بعضها خارج سيطرة الحكومة.

وتؤكد أن "الخطر لم يعد يطال فقط الصحافيين العراقيين الذين يغطون الاحتجاجات على الميدان بل إنه أصبح يشمل حتى أولئك الذين يتحدثون عن المظاهرات في برامجهم".

 92 صحافيا عراقيا قتلوا خلال العقد الاخير
ووفقا لجمعية الدفاع عن حرية الصحافة في العراق فقد تم تسجيل  مقتل 92 صحافيا خلال العقد الاخير في وقت تقاعست الحكومات المتعاقبة بينما الجناة طلقاء، بين اغتيال وإعدام واستهداف منظم.    وقالت الجمعية في تقرير لها على موقعها الالكتروني أن "المؤشرات الدولية صنفت العراق كأحد أخطر البلدان للعمل الصحافي لأسباب أبرزها الإفلات المزمن من العقاب، وانعدام المساءلة الأمر الذي شجع الجناة على إرهاب الصحافيين وتضييق مساحة حرية عملهم.

ونوهت الى ان المنظمات الأممية فشلت في الضغط على الحكومات العراقية المتعاقبة في تفعيل هذا الملف الخطيروفتح أوراق التحقيقات الخاصة باغتيال الصحافيين. وطالبت الجمعية الحكومة بإيجاد حل عملي لإنهاء حالات الإفلات من العقاب بشكل حاسم انطلاقا من مهامها وواجباتها الدستورية .. مناشدة المنظمات الدولية بالضغط على الحكومة لتفعيل هذا الملف المهم والخطير.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار