: آخر تحديث
كيم يعد نظيره الجنوبي بزيارة قريبة لسيول

كوريا الشمالية ستغلق نهائيًا موقع التجارب الصاروخية

70
73
75

أعلن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون الأربعاء أنه سيتوجه إلى سيول "في مستقبل قريب"، في زيارة تاريخية للجنوب، وتعهد إغلاق موقع للتجارب الصاروخية، وذلك في ختام قمة في سيول مع الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن.

إيلاف: أعلن الرئيس الكوري الجنوبي، الذي توجّه إلى بيونغ يانغ، في محاولة لتحريك المفاوضات حول نزع أسلحة الشمال، أن زيارة كيم قد تجري خلال هذه السنة، ما لم تكن هناك "ظروف محددة".

أضاف مون أمام الصحافيين أن "الشمال وافق على أن يغلق نهائيًا منشأة تونغتشانغ-ري لتجارب محرّكات الصواريخ ومنصات إطلاق الصواريخ، بحضور خبراء من الدول المعنيّة".

وقامت كوريا الشمالية التي تخضع لسلسلة عقوبات دولية فرضها مجلس الأمن بسبب برنامجيها النووي والبالستي المحظورين، بتجارب صاروخية عدة من ذلك الموقع. لكنها قامت بتجارب أيضًا من مواقع أخرى، خصوصًا مطار بيونغ يانغ الدولي، ما يخفف من أبعاد التعهد الذي قطعه كيم.

أكد الرئيس الكوري الجنوبي كذلك أن كوريا الشمالية يمكن أن تغلق مجمع يونغبيون النووي إذا اتخذت واشنطن "إجراءات مماثلة"، وهو شرط لم يتضح بعد.

ورحّب الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأربعاء بهذا الإعلان، وكتب في تغريدة أن كيم "وافق على السماح بعمليات تفتيش نووية وهو أمر يخضع لمفاوضات نهائية"، مضيفًا "إنه أمر مثير للاهتمام".

تعزيز التقارب
لكن الخبراء شككوا في ذلك. فرأى جيفري لويس المتخصص في مراقبة التسلح أنه ينظر إلى هذا المصنع لتخصيب اليورانيوم عمومًا على "أنه بني بنيّة واضحة وهي أن تتم التضحية به". أضاف على تويتر أنه يعتقد بأن الشمال يملك "على الأقل موقعًا آخر" للإنتاج.

بدأ مون جاي-إن الثلاثاء زيارة تستمر ثلاثة أيام إلى بيونغ يانغ بهدف تعزيز عملية التقارب بين الكوريتين وتقريب المحادثات بين الولايات المتحدة والشمال لخفض تهديد نزاع مدمر على شبه الجزيرة.

وقبل قمة بيونغ يانغ، سرت تكهنات بأن يحصل مون على وعد من كيم حول لائحة بالترسانة النووية لكوريا الشمالية، لكن لم يتم ذكر مثل هذه الوثيقة.

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة كوريا يو هو-يول لوكالة فرانس برس "على صعيد ملف نزع الأسلحة النووية، لم يأت الاتفاق على ذكر هذه التوقعات". أضاف "لو أن الشمال وعد بتسليم معلومات حول ترسانته النووية على سبيل المثال، لكان ذلك ظهر وكأنه أمر مشجع". لكن الكوريتين تمضيان قدمًا في عملية التقارب بينهما.

بعد لقاء أول رمزي جدًا بين مون وكيم في إبريل في القسم الجنوبي من المنطقة المنزوعة السلاح التي تقسم شبه الجزيرة الكورية، ولقاء تاريخي في يونيو بين الزعيم الكوري الشمالي والرئيس الأميركي دونالد ترمب في سنغافورة، تزداد الضغوط حاليًا لكي تحقق الدبلوماسية نتائج ملموسة.

في سنغافورة كرر الزعيم الكوري الشمالي تأكيد التزامه إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية لكن بدون تقديم إيضاح عن أي تفاصيل حول ذلك. وتختلف بيونغ يانغ وواشنطن منذ ذلك الحين حول تفسير هذه العبارة.

تطالب واشنطن "بنزع كامل ونهائي، ويمكن لتحقق منه للأسلحة النووية" لكوريا الشمالية، فيما تريد بيونغ يانغ إعلانًا رسميًا من الولايات المتحدة ينهي حالة الحرب الكورية التي انتهت في العام 1953 بمجرد هدنة، وليس اتفاق سلام. وندد الشمال بأساليب الأميركيين، لأنهم يسعون إلى الحصول على نزع أسلحة أحادي الجانب بدون تقديم أي تنازل في كل مرحلة وبدون تخفيف الضغط ولا العقوبات.

ترحيب وأنخاب
زيارة كيم إلى سيول ستكون الأولى إلى العاصمة الكورية الجنوبية لزعيم كوري شمالي منذ انتهاء الحرب الكورية. وترغب سيول وبيونغ يانع في تفعيل مشاريع التعاون المشتركة، حيث يريد كيم أن تستفيد بلاده من القوة الاقتصادية للجنوب، فيما يريد مون أن يبعد عن شبه الجزيرة الكورية شبح نزاع مدمر بين الكوريتين.

قامت صحيفة "رودونغ سنمون" الناطقة باسم الحزب الحاكم في بيونغ يانغ بتغطية واسعة لبدء القمة، ونشرت الأربعاء 35 صورة على الأقل، على أربع من صفحاتها الست.

إحدى الصور هي المعانقة بين الزعيم الكوري الشمالي والرئيس الكوري الجنوبي في مطار بيونغ يانغ، ثم مشاهد الترحيب بهما، حين جابا شوارع العاصمة، وأخرى لتبادل الأنخاب خلال العشاء الرسمي.

ترغب بيونغ يانغ من خلال هذه الزيارة أن تروّج لنفسها صورة الحداثة، وهو ما ظهر جليًا في مناسبات عدة من البرنامج الرسمي.

عشاء سمك
ومساء الأربعاء سيتناول مون والوفد المرافق له العشاء في مطعم سمك فتح أبوابه حديثًا في تايدونغانغ، النهر الذي يجتاز العاصمة.
يقع المطعم قبالة تلة مانسو، حيث هناك تماثيل عملاقة للأب المؤسس لكوريا الشمالية كيم إيل سونغ وابنه وخلفه كيم جونغ إيل.

هذا الخيار يعكس رغبة الزعيم الكوري الشمالي بتناول العشاء في مطعم محلي مع مواطنين "عاديين"، لكن هناك متجرًا ملاصقًا للمطعم يبيع 50 غرامًا من الكافيار بقيمة 50 دولارًا، وهو بذخ مستحيل بالنسبة إلى الكوريين الشماليين.

في وقت لاحق سيحضر مون "عرضًا كبيرًا"، وهي العروض الدعائية التي درجت بيونغ يانغ على تنظيمها. تجدر الإشارة إلى أن زيارة مون، التي تستمر ثلاثة أيام، هي الأولى لرئيس كوري جنوبي إلى بيونغ يانغ خلال عقد من الزمن - بعد زيارة كيم داي-جونغ في 2000 ورو مون هيون في 2007.
 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار