شخص يشعل النار في جسمه في "العيون" المغربية

المواطن المغربي الذي احرق نفسه في العيون

أضرم مواطن مغربي اسمه عبد السلام الصالحي اليوم الأربعاء النار في جسده أمام مقر ولاية (محافظة) العيون، كبرى حواضر الصحراء المغربية، التي عرفت في الأيام الأخيرة فيضانات خلفت ضحايا في الأرواح ومفقودين، وخسائر مادية فادحة. 

إيلاف من الرباط: أكد مصدر محلي أن الصالحي، البالغ من العمر 40 سنة، كان يخوض اعتصامًا أمام مقر الولاية (المحافظة) منذ يومين مطالبًا بإرجاعه إلى عمله، الذي أوقف منه خلال عقد التسعينات، وتنفيذ الرسالة الملكية، التي يدّعي أنه يحملها، والذي يقول إن الملك محمد السادس وقعها في سنة 1996، وهو لا يزال وليًا للعهد، وتأمر بإرجاعه إلى عمله.

عانى الصالحي من ظروف صعبة في الأشهر الأخيرة، بسبب هروب زوجته بأبنائه، نتيجة الفقر المدقع الذي يعيش فيه. وسبق له أن نظم احتجاجًا مماثلًا أمام مقر الولاية (المحافظة) يوم 22 أبريل الماضي، وحاول خلالها الانتحار عبر القفز من سطح الولاية. غير أنه جرى إنقاذه، وحصل على وعود بإيجاد حل لمشكلته.

وأكد المصدر نفسه أن الصالحي نقل إلى مراكش على متن طائرة مروحية للعلاج من حروقه، مشيرًا إلى أنه أصيب بحروق من الدرجة الثالثة.

وعاشت مدينة العيون في الأيام الأخيرة فيضانات غير مسبوقة نتيجة السيول التي رفعت منسوب المياه في نهر الساقية الحمراء بشكل لم يحدث من قبل. وأدت الفيضانات إلى انهيار سد المسيرة واكتساح مياهه لمدينة العيون والعديد من القرى الموجودة على ضفاف نهر الساقية الحمراء.

وحسب مصادر رسمية، فقد بلغ عدد الضحايا البشرية لهذه الفيضانات سبعة أشخاص، ضمنهم أربعة اشخاص من أسرة واحدة. وجرفت المياه منشآت اقتصادية وضيعات زراعية ومشاريع صناعية وخدماتية وسياحية، وخلفت خسائر كبيرة في الأحياء السكنية التي غمرتها المياه، خصوصًا في الضفة الجنوبية لوادي الساقية الحمراء، حيث بلغ مستوى المياه الطبقة الثانية للبيوت في بعض الأحياء.

وتسببت الفيضانات في تعرية حقول الألغام التي خلفتها حرب الصحراء في السبعينات، ونقلت المياه الجارفة الألغام والمتفجرات لتلقي بها على ضفتي الوادي والمنتجع السياحي فم الواد على الساحل الأطلسي، الشيء الذي استدعى تدخل الجيش وفرق إبطال المتفجرات لتنظيف المنطقة.

جانب من فيضانات العيون