الجزائر: شيع جثمان محمد عبد العزيز الامين العام لجبهة البوليساريو الداعية الى انفصال الصحراء عن المغرب اليوم السبت في بلدة بير لحلو الواقعة في المنطقة العازلة بين الجدار الأمني المغربي والجزائر .
وكان جثمان عبد العزيز الذي يقود جبهة البوليساريو منذ 1976 ، وتوفي الثلاثاء، قط وصل الجمعة الى تندوف (جنوب غربي) الجزائر.
في سياق ذلك، قال مصدر مغربي رسمي لوكالة الأنباء الإسبانية (إفي)، امس الجمعة، إن عبد العزيز سيدفن في بير لحلو وهي أرض مغربية.
وأوضح المصدر ذاته، ردا على سؤال لوكالة الأنباء الإسبانية بشأن الدفن المتوقع لعبد العزيز في بير لحلو، "إن الأمر يتعلق ببساطة بدفن فوق التراب المغربي، وليس في مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري، لمواطن مغربي ولد في المغرب".
وتابع هذا المصدر أن "وضع هذه المنطقة معروف وهو موضوع سلسلة من الإجراءات المغربية لدى مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة".
وحسب لقطات بثها التلفزيون الحكومي الجزائري مباشرة، وصل النعش الى مطار تتدوف بطائرة تابعة لشركة الطيران الجزائرية. وقد لف بعلم " الجمهورية الصحراوية " التي أعلنتها الجبهة عام 1976 بدعم من جزائر هواري بومدين و ليبيا معمر القذافي ، وحمله عدد من افراد الحرس المدني وساروا به على وقع قرع الطبول.
وكان في انتظار الجثمان عند وصوله رئيس مجلس الامة الجزائري عبد القادر بن صالح ورئيس الحكومة الجزائري عبد المالك سلال وعدد من اعضاء الحكومة.
وسجي جثمان عبد العزيز في مقر الرئاسة الصحراوية حيث القى مئات الاشخاص وبينهم اعضاء في وفود اجنبية النظرة الاخيرة عليه، كما ذكرت الاذاعة الجزائرية. واوضحت ان الصحراويين تجمعوا حول المبنى تحت شمس حارقة وهم يرددون "سنواصل النضال".
بعد ذلك قام لاجئون صحراويون بالقاء نظرة الوداع على الجثمان بينما كان موكب الجنازة يعبر مخيم تندوف الواقع على بعد 1800 كيلومتر جنوب غربي العاصمة الجزائرية، بالقرب من الحدود المغربية.
وكان ابراهيم غالي مسؤول الامانة السياسية في جبهة البوليساريو قد اعلن في وقت سابق لوكالة فرنس برس ان "مراسم الدفن ستبدأ مساء الجمعة بإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان الرئيس محمد عبد العزيز في مخيمات اللاجئين بحضور الوفود الرسمية الاجنبية".
وقال ان "الدفن سيتم السبت في بير لحلو بالمناطق المحررة بحضور من أراد من الوفود".
واضاف ان وفدا مهما من الجزائر التي اعلنت الحداد ثمانية ايام و"وفود من موريتانيا وبلدان أخرى" ستحضر الجنازة.
في غضون ذلك ، قالت صحف جزائرية ومواقع الكترونية مقربة من جبهة البوليساريو ان الحكومة الاسبانية " وجهت طعنات قاسية " للجبهة عبر رفضها الحضور الرسمي في جنازة محمد عبد العزيز .
وكانت السفارة الجزائرية في مدريد قد تدخلت لمطالبة الحكومة الاسبانية. بتعيين ممثل لها مهما كان مستواه لحضور جنازة عبد العزيز بيد ان الطلب الجزائري ووجه بالرفض .
وتوفي عبد العزيز الثلاثاء عن 67 عاما بعد معاناته من "مرض عضال"( سرطان الرئة ) .وقررت قيادة البوليساريو في اجتماع طارئ السبت، تعيين رئيس المجلس الوطني الصحراوي خاطري ادوه، في منصب الامين العام في انتظار عقد المؤتمر الاستثنائي لانتخاب زعيم جديد خلال اربعين يوما.