شنغهاي: تدفق المسافرون باعداد كبيرة الى محطات القطارات والمطارات في الصين الجمعة، في اليوم الأول من عطلة وطنية تستمر أسبوعا هي الأطول منذ التخلي في نهاية عام 2022 عن سياسة صفر كوفيد التي ضربت قطاع السياحة.
ارتفع عدد حجوزات السفر الى الخارج على "تريب دوت كوم"الموقع الرئيسي لبيع التذاكر وحجز الفنادق في الصين، 20 مرة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي وفقا للشركة.
وبمناسبة العطلة التي تستمر ثمانية ايام في العيد الوطني (يحتفل به في الاول من تشرين الاول/أكتوبر) ارتفع عدد الرحلات إلى الصين أربع مرات، وفقا للمنصة الصينية.
العام الماضي ساهمت فحوص كشف الاصابة (بي سي ار) شبه الإلزامية واليومية تقريبا، ومخاطر فرض الحجر الصحي وقيود السفر في تراجع السفر الترفيهي.
وكانت الاجواء مختلفة تماما الجمعة في محطة بكين الجنوبية حيث سارع المسافرون لتناول وجبة الفطور قبل أن يستقلوا مع امتعتهم القطار نحو الوجهة التي سيمضون فيها إجازتهم.
في محطة هونغكياو الضخمة في شنغهاي (شرق)، اشترى آلاف المسافرين قبل صعودهم إلى عربات القطار، هدايا في اللحظة الأخيرة لأحبائهم، بما في ذلك سرطانات حية - السلعة الموسمية.
وفي المطار الدولي المجاور، كان عدد كبير من المسافرين يمرون عبر نقاط التفتيش.
يتوقع المطاران الدوليان في بكين استقبال 2,3 مليون مسافر خلال العطلة الوطنية (29 ايلول/سبتمبر - 6 تشرين الاول/أكتوبر) مع قيام شركات الطيران بزيادة عدد الرحلات الجوية وحجم الطائرات.
وقالت وسيلة اعلام رسمية إنه من المتوقع أن يزور العاصمة ما يقارب 13 مليون شخص خلال هذه العطلة بزيادة قدرها 21,9% عن عام 2019، قبل الجائحة.
توافدت الحشود الى المدينة المحرمة في بكين الجمعة للاستمتاع بصباح خريفي مشمس حيث كانت الأسر تتجول ويلوح أطفالها بالأعلام الصينية.
وعلى الرغم من الزيادة الكبرى في عدد المسافرين، فإن قطاع السياحة في الصين لم يعد بعد إلى مستوى ما قبل الوباء.
وتقول جوليا سيمسون رئيسة المجلس العالمي للسفر والسياحة (WTTC)، المنتدى الدولي لمهنيي القطاع "نعتقد أن ذلك سيكون ممكنا بحلول نهاية العام أو مطلع العام المقبل". لكن "العودة الكاملة الى المستويات السابقة ستتم خلال العامين أو الأعوام الثلاثة المقبلة".
تضيف سيمسون ان الصعوبة التي يواجهها الصينيون في الحصول على تأشيرات لوجهات معينة وانخفاض عدد الرحلات الجوية يبرران جزئيا سبب عدم استئناف الرحلات من الصين بالسرعة المتوقعة.
ومع ذلك، من المتوقع أن تتفوق الصين على الولايات المتحدة كأكبر سوق للسفر في العالم في غضون 10 سنوات، وفقا للمجلس العالمي للسفر والسياحة.
يوضح موقع "تريب دوت كوم" أيضا أن المسافرين الصينيين أصبحوا الآن أكثر استعدادا لدفع اموال مقابل "خدمات عالية الجودة" وأكثر ميلا إلى المغامرة في اختيار وجهة السفر.
وأعلنت جين صن الرئيسة التنفيذية للمجموعة للصحافيين في أيلول/سبتمبر أنها مقتنعة بأن الاهتمام الصيني بالسفر سيستمر في النمو.
واكدت صن "لقد علم كونفوشيوس الصينيين أن السفر مسافة 10 آلاف كيلومتر أفضل من قراءة 10 آلاف كتاب. في جيناتنا أن نجعل من السفر وسيلة لاستكشاف العالم!".
واضافت "نشعر بتفاؤل كبير لجهة السفر في الصين والعالم أجمع".