: آخر تحديث

أمسية سعودية في قصر فرساي

3
3
3

إيلاف من باريس: تستعد «روائع الأوركسترا السعودية» اليوم لإحياء حفل موسيقي مميز في قصر فرساي بالعاصمة الفرنسية باريس، برعاية الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة ورئيس مجلس إدارة هيئة الموسيقى. ويأتي الحفل كخطوة جديدة لترسيخ حضور الموسيقى السعودية على أعرق المسارح العالمية، حيث يجتمع الأوركسترا والكورال الوطني السعودي مع «أوركسترا دار الأوبرا الملكية» الفرنسية في عرض يمزج بين ثقافتين موسيقيتين عريقتين.

تنوع موسيقي وحوار ثقافي

يقدّم الحفل مقطوعات سعودية أصيلة تعكس ثراء التراث الفني المحلي، إلى جانب أعمال فرنسية تماشياً مع هوية قصر فرساي التاريخية. كما يشهد البرنامج فقرة مشتركة بين الأوركسترا السعودية والفرنسية، إضافةً إلى عروض الفنون الشعبية التي تقدمها هيئة المسرح والفنون الأدائية، مثل: الخبيتي، المجرور، الرفيحي والخطوة. في هذا الإطار، يتجلى التكامل بين الموسيقى والحركة في لوحة فنية تفتح حوارًا ثقافيًا بين المملكة وفرنسا.

مبادرة «روائع الأوركسترا السعودية»

الحفل يأتي ضمن مبادرة «روائع الأوركسترا السعودية» التي أطلقتها هيئة الموسيقى لتعريف العالم بالموسيقى السعودية وتعزيز التبادل الثقافي كأحد أهداف رؤية السعودية 2030. ومنذ تأسيس الأوركسترا والكورال الوطني السعودي عام 2021، برزت الفكرة كجسر فني يقدّم الهوية السعودية بأسلوب أوركسترالي حديث يمزج بين الأصالة والتجديد.

جولات عالمية بارزة

وقد شهدت السنوات الأخيرة سلسلة من المحطات البارزة في جولات «روائع الأوركسترا السعودية»، أولها كان في باريس أكتوبر 2022، حيث قدمت حفل مشترك مع الأوركسترا الفرنسية الفيلهارمونية، ثم مكسيكو سيتي في يونيو 2023، وبعدها نيويورك في سبتمبر 2023 حيث أقيم لها حفل في دار الأوبرا متروبوليتان، جمع فنون 13 منطقة سعودية، وفي الدول العربية كان لها حفل في البحرين في أكتوبر 2023 ضمن فعاليات مهرجان البحرين الدولي، ثم عودة إلى أوروبا بحفل لندن في سبتمبر 2024، في سهرة تضمنت أداءً تراثياً سعودياً وأغنية Rolling in the Deep بأسلوب سعودي، واختتمت بتعاون مع الأوركسترا الملكية البريطانية. 
ثم وصلت إلى طوكيو في نوفمبر 2024 حيث شهد الحفل عرض موسيقي شمل مقطوعات إنمي باللحن السعودي، أما أول حفل لها في المملكة كان في الرياض في يناير 2025 على مسرح مركز الملك فهد الثقافي. 

وفي كل محطة، قدّمت الأوركسترا مقطوعات تمزج بين التراث المحلي والأسلوب الأوركسترالي العالمي، مانحةً الجمهور تجربة فنية غنية ومتنوعة.

من المحلية إلى العالمية

رغم حداثة عمرها، أثبتت الأوركسترا السعودية قدرتها على التحليق في فضاء الموسيقى العالمية، وتقديم هوية فنية تستلهم من البيئة السعودية وتترجمها إلى لغة عالمية. ويأتي حفل فرساي كتتويجٍ لمسار تصاعدي، جعل من الموسيقى السعودية جسراً حضارياً يعبر الحدود واللغات، ويؤكد دور الفن كسفير للقيم الإنسانية المشتركة.

رمزية قصر فرساي

إقامة هذا الحفل في قصر فرساي تحمل دلالات ثقافية وتاريخية عميقة؛ فهو رمز للسلطة الملكية في فرنسا، وموقع تراث عالمي احتضن أحداثاً بارزة مثل توقيع معاهدة فرساي عام 1919. كما يُعد تحفة معمارية باروكية ومركزاً فنياً وثقافياً يجذب ملايين الزوار سنوياً، لتكتسب الأمسية السعودية في رحابه بُعداً إضافياً يجمع بين الماضي العريق والحوار الفني المعاصر.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ترفيه