"إيلاف" من القاهرة: ضمن فعاليات الدورة الأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، أُقيمت الجلسة الحوارية الخاصة بالفنان البريطاني الذي تم تكريمه بجائزة "فاتن حمامة التقديرية" لمشواره الفني، رالف فاينز. وذلك على مسرح الهناجر بحضور أهل الصحافة والإعلام. حيث أجاب على العديد من أسئلة الحضور، منها حول فيلمه "الغراب الأبيض" الذي عُرِضَ في اليوم السابق للتكريم.
وأكد فاينز على أنه أُعجِبَ بقصة راقص البالية الروسي رودولف نورييف وبمذكراته ليقدّمها على الشاشة في عملٍ سينمائي بسبب روح الراقص المتمرّد الباحث عن الحرية لنفسه. مشيراً إلى أن تجربة خروج الفيلم للنور لم تكن سهلة، لأن الفيلم يمرّ بصعوبات كثيرة. خاصة مع تمسكه هو والمنتجين بتصوير الأحداث في أماكنها الأصلية بين روسيا وفرنسا. وهو ما زاد من التكلفة الإنتاجية، فضلاً عن وجود نصف الحوارات باللغة الروسية، وهو ما أدّى الى صعوبة تسويق الفيلم في بعض الدول.
وأضاف أنه اختار تقديم الحوارات التي دارت في فرنسا باللغةِ الإنكليزية لأنها كانت اللغة التي يتحدثها بها نورييف مع زملائه الجدد بدلاً من الفرنسية. مشيراً إلى أن السلطات الروسية سمحت لهم بالدخول للمسارح والقاعات دون مشكلات، بالإضافة إلى مشاهد أخرى تم تصويرها في صربيا التي أشاد بنمو صناعة السينما فيها.
وأوضح أنه فضل اتباع اسلوب المسارات الزمنية الثلاثة المختلفة التي تتحد جميعاً في نفس التوقيت ليظل المشاهد مرتبطاً بالأحداث حتى النهاية بدلاً من الـ "Flash back" الطويل أو السرد التقليدي للأحداث. مؤكداً على أنه شعر بأن سرد القصة بالتوالي لن يثير المشاهد، لذا فضل طريقته كأسلوب أكثر جرأة للحكي.
وتطرق للحديث عن تقديمه لدور مدرب الباليه بوشكين الذي اهتم بموهبة نورييف، لكنه اكتشف العلاقة بين زوجته والراقص الشاب، حيث أكد انه بذل مجهوداً كبيراً ليستطيع أداء الدور باللغة الروسية بطلاقة. خاصة وأن شخصية بوشكين تظهر أن الحياة غريبة ومتعددة الجوانب. لأنه كان يهتم بتلميذه ، وفي الوقت نفسه لديه شكوك حول علاقته بزوجته. مشيراً إلى أن البحث الذي أجروه قبل كتابة الفيلم أكد أن قصة العلاقة كانت معروفة للجميع.
وعن زيارته للقاهرة، قال فاينز إنها ليست المرة الأولى التي يزور فيها مصر. مشيراً إلى أنه زار المتحف المصري وواحة سيوه من قبل، واصفاً العاصمة المصرية بالمدينة النابضة بالحياة والطاقة.
ثم أجاب بشكلٍ ساخر عن سؤال حول انطباعه عن زيارة مصر كبريطاني وزيارة بطل فيلمه الأخير راقص الباليه رودولف نوريي إلى فرنسا واختياره العيش فيها على العودة لروسيا هرباً من التضييق الأمني في الاتحاد السوفياتي سابقاً. حيث قال: "القاهرة بالتأكيد أكثر دفئا من باريس، خاصة بالنسبة لي كشخص إنجليزي".
وأكد على أنه يعتبر نفسه فناناً حراً ولا يساوم على فنه أو يتنازل عن أفكاره لكونه اختار الاستمرار في لندن التي درس فيها التمثيل ليحافظ على المسرح الذي يعشقه. مشيراً إلى أنه يشعر ببعض القيود كممثل أو مخرج في السينما ويتحرر منها جميعاً على خشبة المسرح.
وحول صناعة السينما، أكد أن السينما لها دور حيوي وأساسي لتلعبه كصوت لحقوق الإنسان وحرية التعبير والعلاقات العاطفية والفكر والتعبير عن الآراء دون الخوف. مشيراً إلى اعتقاده بأن السينما يمكن أن تعكس هذه الرسائل سواء كانت سياسية أو كوميدية، بل من الجميل أن تشاهد كوميديا رومانسية تقدّم الترفيه والمتعة وتحمل أفكاراً للمناقشة دون السقوط في فخ الشعارات.
وإ أكد على أن الأفلام السينمائية تُصنع من أجل المشاهدين، والكل يتابعها من دول وخلفيات مختلفة، قال: "من الجيد أن تكون القصة مسلية، ولكن من الضروري أن تحمل رسائل التسامح والحب ونبذ التطرف والعنف خاصةً في الوقت الحالي الذي نرى فيه استقطاباً للمشاعر وصعوداً للنعرات القومية في أوروبا وبلدي إنجلترا".
وختم لافتاً إلى أنه يفضل الأفلام المشبعة بروح وأفكار التسامح والإنسانية، لأنه يعتقد بأن الأفلام التي لا تحمل هذه الرسائل تكون عبثية، رطبة، وغير مهمة.