: آخر تحديث
ضد فساد الحكومة واستغلال العمال

من طهران إلى باريس الإيرانيون يرفعون الصوت

5
5
3

في الأيام الأخيرة، شهدت إيران تصاعدًا في الاحتجاجات على خلفية الأزمات الاقتصادية والاجتماعية المتزايدة التي يعاني منها المواطنون والعمال. فقد تجمع أكثر من 2000 عامل في طهران يوم السبت 25 كانون الثاني (يناير) 2025 احتجاجًا على ممارسات النظام التي تهدد حقوقهم الأساسية، مطالبين بعقود دائمة وأجور عادلة. هذه الاحتجاجات، التي نشأت بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، كانت جزءًا من سلسلة من التحركات التي تعكس حالة السخط المتزايدة بين المواطنين الإيرانيين. وبينما تستمر هذه الاحتجاجات في مختلف المدن الإيرانية، يسعى الإيرانيون المقيمون في الخارج إلى التعبير عن تضامنهم مع الشعب الإيراني من خلال تنظيم مظاهرة كبيرة في العاصمة الفرنسية باريس.

في يوم 8 شباط (فبراير) 2025، سيتجمع الإيرانيون الأحرار في باريس للاحتجاج على السياسات الاقتصادية والاجتماعية للنظام الإيراني، التي أسفرت عن تدهور الوضع المعيشي لآلاف الإيرانيين. يعاني الشعب الإيراني من أزمة اقتصادية خانقة، حيث لا تكفي الأجور لتغطية احتياجاتهم الأساسية في ظل التضخم المستمر وارتفاع تكاليف المعيشة. إن احتجاجات باريس ستكون فرصة لإيصال صوت المواطنين الإيرانيين الذين يعانون من فقر متزايد وظروف عمل قاسية، وللتأكيد على رفضهم للسياسات الحكومية التي تسهم في تفاقم هذه الأزمات.

سيتجمع المتظاهرون في باريس مطالبين بالعدالة الاجتماعية وحقوق العمال، وسيؤكدون ضرورة توفير أجور عادلة تتناسب مع مستويات التضخم والزيادة المستمرة في تكاليف المعيشة. كما سيطالب المشاركون في التظاهرة بوقف سياسات الحكومة القمعية التي تهمش حقوق العمال وتؤدي إلى استغلالهم من قبل المقاولين وأصحاب العمل. إن تظاهرة 8 شباط (فبراير) ستكون دعوة مفتوحة للمجتمع الدولي للتحرك ضد الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان في إيران، من خلال زيادة الضغط على النظام الإيراني لوقف هذه السياسات المدمرة.

بالرغم من القمع الذي يواجهه الشعب الإيراني، إلا أن الاحتجاجات لا تزال مستمرة في شتى أنحاء البلاد. فقد نظم العديد من العمال في قطاعات النفط والغاز والبتروكيماويات احتجاجًا على سياسات النظام التي تهمشهم وتستغلهم. حمل المتظاهرون لافتات كتب عليها "لا نريد مقاولين؛ لا نريد استغلال!" و"طاولاتنا فارغة!" في إشارة إلى تعهدات النظام التي لم تُنفذ، والتي لم تجلب لهم سوى المزيد من الفقر. هذه المظاهرات تمثل جزءًا من حركة أوسع تسعى إلى تحسين أوضاع العمال وتوفير بيئة عمل أفضل في ظل نظام يفتقر إلى الشفافية والمساءلة.

إقرأ أيضاً: كيف يؤثر إهمال النظام الإيراني على المرضى؟

في طهران أيضًا، كانت هناك احتجاجات أخرى من قبل المعلمين الذين طالبوا بتصحيح الأخطاء الإدارية التي أثرت على نتائج امتحاناتهم ومنعتهم من الحصول على فرص عمل. كما تظاهر موظفو تعاونيات جاستس شيراز ضد تأخر الأجور وانعدام الأمن الوظيفي، مطالبين بحلول فورية تضمن لهم حقوقهم. هذه الاحتجاجات تسلط الضوء على الفساد الإداري والظروف المعيشية الصعبة التي يواجهها المواطنون الإيرانيون بشكل يومي.

في المدن الأخرى مثل أراك، استمرت الاحتجاجات ضد تلوث الهواء الناتج عن محطة شازاند للطاقة. هذا التلوث، الذي يهدد صحة المواطنين، دفعهم للتجمع أمام مكتب ممثل البرلمان للمطالبة بإجراءات فورية لمعالجة الإهمال البيئي. في ماريفان، تظاهر المزارعون ضد شركة ماريفان للتبغ بسبب تأخر المدفوعات، التي أثرت بشكل كبير على سبل عيشهم. أما في شادغان، فقد تظاهر المزارعون أيضًا ضد سوء إدارة حقوق المياه، التي أدت إلى تدمير محاصيلهم وتعرضهم لخطر الجوع.

إقرأ أيضاً: هزيمة طهران في سوريا تمتد إلى العراق

إن تظاهرة 8 شباط (فبراير) في باريس ستسهم في نقل هذه المعاناة إلى العالم، مؤكدة أن الشعب الإيراني لا يقف مكتوف الأيدي أمام القمع والفساد. المتظاهرون في باريس سيؤكدون أن الشعب الإيراني، في الداخل والخارج، لن يتوقف عن النضال من أجل حقوقه، ولن يتنازل عن مطالبته بالعدالة والكرامة الإنسانية.

من خلال هذه التظاهرة، يسعى الإيرانيون في الخارج إلى توجيه رسالة قوية إلى المجتمع الدولي حول ضرورة التحرك ضد النظام الإيراني. إن هذه المظاهرة ليست مجرد احتجاج على السياسات الاقتصادية فقط، بل هي أيضًا دعوة لإيقاف القمع السياسي وفتح المجال للحرية والعدالة في إيران. فالنظام الإيراني أثبت فشله في معالجة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، ويجب أن يكون هناك ضغط دولي لتحسين وضع المواطنين الإيرانيين.

إقرأ أيضاً: تحول ديناميكيات الأسرة الإيرانية: منازل مشتركة تحت ضغط الاقتصاد

إنَّ العدالة هي حقنا، والحرية هي مطلبنا!

إنَّ تظاهرة 8 شباط (فبراير) 2025 في باريس هي خطوة مهمة في مسيرة النضال من أجل حقوق الشعب الإيراني. هذه المظاهرة ستكون رسالة واضحة بأن الشعب الإيراني، سواء داخل إيران أو خارجها، لا يزال يقاوم القمع ويسعى لتحقيق تغيير حقيقي في البلاد.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في كتَّاب إيلاف