أعلن المعلق الإماراتي علي سعيد الكعبي عودته للتعليق على المباريات العالمية في قنوات بي إن سبورتس القطرية بعد طول انقطاع، وتحديداً منذ صيف 2017.
منذ غياب علي سعيد الكعبي عن القنوات الرياضية القطرية التي تستأثر بغالبية حقوق البطولات العالمية الكبرى، ونحن نفتقد هذا الصوت المميز، والتعليق المتزن الذي لا يعرف صراخ "معلق المقاهي".
"معلق المقهى"
ولمن لا يعرف ما معنى "معلق المقهى"، فهو تعبير يصف غالبية المعلقين الكرويين في الوقت الحالي، ممن يعتمدون على "الحنجرة المزعجة" لكي ينجحوا في اجبار المتفرج الجالس وسط ضجيج المقاهي على الانتباه لهم.
ومن ثم إذا قادك حظك العاثر لمشاهدة مباراة يعلق عليها هؤلاء في منزلك فسوف تتعرض لأعنف أنواع الازعاج، بل التعذيب أنت وعائلتك دون مبالغة، وحتى لو قمت باغلاق الصوت فسوف تسمعه رغم كل ما تفعل!
"معلق الترند"
النوع الثاني من المعلقين الذين يحاصروننا في الوقت الراهن هم "عشاق الترند" حيث يتعمدون اختراع تعبيرات غاية في "التطرف الكروي" وآراء أكثر تطرفاً من أجل إثارة الجدل، ويتعمدون بالطبع الانحياز بصورة مستفزة للأندية الكبيرة تزلفاً وتودداً لجماهيرها، والبعض الآخر يتعمد التقليل من شأن الأندية الكبيرة بصورة أكثر استفزازاً لكي يصبح هو نجم "الترند"، وكلاهما لا يعرف للتوازن طريقاً، بل هدفه الدائم "المشجع المراهق".
"المعلق هو علي سعيد"
علي سعيد الكعبي هو "المعلق" كما يجب أن يكون، هو وجه اعلامي اماراتي نجح في جعل ملايين العرب يرسمون صورة ذهنية جميلة للكرة الأوروبية بنبرات صوته، ونغمات تعليقاته، وثقافته الواسعة، والربط المثير للإعجاب الذي يقدمه أثناء المباريات، فهو الذي يقدم لك شكسبير مع رونالدو، ويدفع ميسي دفعاً إلى عالم الأدب والثقافة، والأمر على هذا النحو يعني أننا أمام معلق من طراز خاص، يأخذ كرة القدم من دائرة الترفيه إلى أفق التثقيف بأسلوب يتميز بالرقي والقبول.
"هنا سأسكت قليلاً"
على سعيد الكعبي سيكون معلقاً لمباراة ايطاليا واسبانيا في أمم أوروبا، وهي المباراة التي يترقبها الملايين في العالم العربي، ومن المعروف أن الكرة الإيطالية بالنسبة لنا تختبئ في حنجرة علي سعيد الكعبي منذ أيام بث مباريات الدوري الإيطالي في قناة أبوظبي الرياضية.
"هنا سأسكت قليلاً.. احتراماً وتقديراً".. كلمات قالها علي سعيد الكعبي في احدى المباريات، فاكتسحت عالم السوشيال ميديا لشهور وسنوات، وأصبحت هذه الكلمات أكبر من كرة القدم، ويستخدمها الجميع للتعليق على مواقف اجتماعية وليس كروية فحسب.
وهذا هو التأثير الحقيقي للمعلق الكروي الذي ينجح في تصدير مفرداته وتعبيراته إلى حياتنا بكافة تفاصيلها، دون أن نشعر بالخجل من تطرفها أو مراهقتها.
حمداً لله على سلامة الملايين من عشاق الكرة العالمية في المنطقة العربية، نعم حمداً لله على سلامتهم، فسوف يعودون للاستمتاع بالتعليق على المباريات بعيداً عن حناجر المقاهي، ومهاويس الترند، والمعلقين الذين يتحدثون بثقة تلامس حافة الغرور عن أدق تفاصيل التكتيك، ويتوقعون نتائج المباريات على الهواء، وينتقدون اللاعبين والمدربين، ويقومون بدور المشجعين، ولا يتبقى لها سوى أن يشاركوا في المباريات داخل الملعب مع اللاعبين.