بيروت: أعلنت شركة طيران الشرق الأوسط الجمعة تخفيض عدد رحلاتها لأكثر من النصف على وقع التوتر العسكري في لبنان تزامناً مع الحرب الدائرة في قطاع غزة والذي دفع بدول عدة إلى حث مواطنيها على المغادرة.
ويعود قرار الشركة إلى مفاوضات أجرتها مع شركات التأمين التي تخشى تصعيداً عسكرياً أكبر في لبنان قد يهدد الطائرات، كما حصل في حرب تموز/يوليو 2006 حين استهدف القصف الإسرائيلي مطار رفيق الحريري الدولي.
وتشهد المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل تبادلاً للقصف، بدأ غداة شن حركة حماس هجومًا غير مسبوق في السابع من تشرين الأول/أكتوبر على إسرائيل التي ترد بقصف عنيف مستمر على قطاع غزة المحاصر.
وقال رئيس مجلس إدارة الشركة محمّد الحوت لصحافيين في مطار بيروت "سيتم الغاء أكثر من نصف رحلات الشركة" مع ضمان "استمرار تأمين التواصل بين لبنان والخارج".
وأضاف "ابتداء من الأحد سنعمل بحوالى ثماني طائرات فقط من أصل 22 طائرة تجارية"، ومنذ مساء السبت سيتم وضع حوالى عشر طائرات في مطارات دول أخرى، قبرص او تركيا أو قطر أو غيرها.
وأشار إلى أنه بدءًا من مساء السبت، لن تعود بعض الطائرات إلى بيروت بل ستوصل ركابها إلى وجهتهم وتذهب لتُركن في مطار آخر.
وأوضح الحوت أنه "بدأ قلق شركات التأمين بعد يومين أو ثلاثة" من هجوم حماس.
تخفيض قيمة التأمين
وإثر مفاوضات "تم تخفيض قيمة التأمين على مخاطر الحرب بحوالى 80 في المئة"، وفق الحوت الذي أضاف "بالتالي نحن مضطرون للعمل بطائرات قيمتها 20 بالمئة من هذه المخاطر".
وقد اكتفى حزب الله، الطرف السياسي والعسكري الأبرز في لبنان، حتى اللحظة بقصف مواقع إسرائيلية حدودية، لكن محللين يرون أنه قد يضطر إلى فتح جبهة جديدة في حال شنّت إسرائيل هجوماً برياً على غزة.
وقال الحوت "أخذت شركات التأمين هذا القرار القاسي ربطاً بعملية برية في غزة قد يكون لها تداعيات على لبنان"، لكنه قلل من مخاطر توسع الحرب إلى لبنان.
مغادرة البلاد
وعلى وقع التوتر، حثت دول عدة خلال الأيام الماضية مواطنيها على عدم السفر إلى لبنان أو حتى مغادرته مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا.
ودعت بلجيكا الجمعة مواطنيها إلى "مغادرة البلاد في أسرع وقت ممكن".
وأعلنت الخطوط الجوية السويسرية الاثنين تعليق رحلاتها المتّجهة إلى بيروت حتى 28 تشرين الأول/أكتوبر. وكانت شركة الطيران الألمانية لوفتهانزا علّقت رحلاتها إلى بيروت حتى 22 من الشهر الحالي.
أسفر تبادل القصف عن مقتل 22 شخصاً في لبنان، وفق حصيلة جمعتها وكالة فرانس برس، غالبيتهم مقاتلون من حزب الله وفصائل فلسطينية، إضافة إلى ثلاثة مدنيين على الأقل بينهم مصور في وكالة رويترز للأنباء. وقُتل ثلاثة أشخاص على الأقل في الجانب الإسرائيلي.