: آخر تحديث
أمير ويلز وصف المبادرة بـ "الاستثنائية عالميًا"

منتدى "السعودية الخضراء": حماية البيئة أولوية

75
79
72
مواضيع ذات صلة

إيلاف من الرياض: أكد الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز، وزير الطاقة السعودي، على الحاجة في التخفيف من جميع الغازات التي تسهم في تغير المناخ، والنظر في جميع القطاعات وتمحّص جميع الحلول، والاهتمام في مجال إعادة التطوير من خلال التقنيات المتاحة، وكيفية حماية البيئة وإدارة المياه بمشاركة القطاعات الحكومية والخاص وإيجاد ممكنات تساعد على ذلك.

الحالة الراهنة

جاء ذلك في جلسة نقاشية ضمن برنامج منتدى مبادرة السعودية الخضراء، التي ناقشت العد التنازلي لانطلاق مؤتمر الأطراف 26 "الحالة الراهنة قبل انعقاد قمة بالغة الأهمية"، والتأثيرات المحتملة على إستراتيجيات دول منطقة الشرق الأوسط، والتوقعات حول نتائج المؤتمر، وكيف يمكن للمملكة والشرق الأوسط دعم ذلك والخروج بنتائج بناءة، بمشاركة وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة وعضو مجلس الوزراء في الحكومة الاتحادية لدولة الإمارات العربية المتحدة والرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، والرئيس التنفيذي لشركة "سنام" في إيطاليا ماركو ألفيرا، والأمينة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ باتريشيا اسبينوزا.

من جهته قدم الدكتور الجابر في بداية حديثه، الشكر للمملكة للمشاركة في هذا المنتدى الذي يناقش موضوع التغير المناخي لأنه يُعد طويل الأمد وأيضًا مهم لقوة وعمق المملكة، حيث سيساعد العالم في التقدم ومواجهة التغير المناخي، مشيرًا إلى أن ذلك يعد نقلة نوعية لكيفية إدارة الأعمال في مواجهة التحديات العالمية للتغير المناخي.

وبين أن الإمارات اتخذت خطوة للتغيير إلى إستراتيجية طويلة الأمد، وخططًا في التنوع الاقتصادي، كما أن الإمارات تبرز قدرات فريدة لمواجهة التحديات العالمية في التغير المناخي، موجهة دعوة مفتوحة للعالم للمشاركة، فيما تشارك المملكة في هذا المجال لمواجهة تحدياته، وتقبل التوافق مع الحقيقة والأرض وتقبل حقيقة انتقالية الطاقة لتحقيق أهداف التغيير المناخي.

بدورها، هنأت الأمينة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ باتريشيا اسبينوزا، المملكة على قرارات المبادرة وطموحها بالعمل على ذلك، حيث يُعد تحديًا كبيرًا يواجهه البشرية، مبينة أن إعلان سمو ولي العهد إشارة قوية نحو التغيير إلى الأفضل خصوصا لدولة تحمل قوة مثل المملكة ومن الدول المهمة لتصدير النفط.

وأكد الرئيس التنفيذي لشركة "سنام" في إيطاليا ماركو ألفيرا من جانبه، أنه يوجد طموح من خلال العمل على هذه المبادرة بمشاركة القطاع الخاص والاستفادة من الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية والرياح وغيرها.

حماية البيئة أولوية

أكد وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن بن عبدالمحسن الفضلي أن حماية البيئة تُعد أحد الأولويات التي ترسخت في رؤية المملكة 2030، مشيرًا إلى أن جهود حماية البيئة بدأت عبر إنشاء وزارة البيئة والمياه والزراعة، ثم استتبعت باعتماد الاستراتيجية الوطنية للبيئة.

وبين خلال الجلسة النقاشية في المنتدى أن الاستراتيجية تضمنت 64 مبادرة بتكلفة إجمالية تتجاوز 52 مليار ريال سعودي، شاملة لجميع جوانب المجال البيئي، لافتًا الانتباه إلى أن أبرز توصيات الاستراتيجية هي: إعادة هيكلة الإطار المؤسسي عبر إنشاء صندوق بيئي وطني في المنطقة، و5 مراكز بيئية وطنية لتعزيز الامتثال البيئي ومكافحة التصحر وحماية الحياة الفطرية، وتعزيز إعادة تدوير النفايات، وتوفير خدمات الأرصاد الجوية والدراسات المناخية، كما أصدرت حكومة المملكة نظام البيئة الوطني ونظام إدارة النفايات ونظام الأرصاد الجوية لإرساء الإطار التنظيمي للقطاع.

وأشار المهندس الفضلي إلى أن مبادرة "السعودية الخضراء" تسهم في حماية التنوع البيولوجي، وتسعى للإعلان عن 30% من مساحة أراضي المملكة كمناطق محمية، مبينًا أن المملكة حققت إنجازات كبيرة في هذا المسار على مدار السنوات الثلاث الماضية، حيث جرى زيادة المناطق المحمية بأربعة أضعاف لتصل إلى ما يقارب 16% من إجمالي مساحة المملكة بعد أن كانت تمثل نسبة 4.3% فقط قبل ثلاث سنوات، كما قامت وزارة البيئة والمياه والزراعة بزيادة عدد المنتزهات الوطنية من 19 متنزهًا قبل ثلاث سنوات إلى أكثر من 300 متنزه حاليًا، وبناء العديد من مراكز تكاثر أنواع الحياة الفطرية المحلية المهددة بالانقراض، لافتًا الانتباه إلى أن نظام البيئة الذي أُصدر مؤخرًا يركز بشكل كبير على التنوع البيولوجي، وحماية وترميم الموائل الساحلية والبحرية مثل غابات المانغروف والشعاب المرجانية.

الخطة والتوقعات

تناولت الجلسة المستجدات الخاصة بالاستعدادت لمؤتمر الأطراف الخامس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي (كوب 15)، وبحث الخطة والتوقعات بشأن المؤتمر، وتأثيراتها على المساعي العالمية لاستعادة النظم البيئية والحفاظ على التنوع البيولوجي. ومناقشة الطموحات والمبادرات على الصعيدين الوطني والإقليمي.

من جهتها أكدت وزيرة التغير المناخي والبيئة بالإمارات العربية المتحدة مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري أنهم في دولة الإمارات قاموا بجهود في مجال حماية البيئة، والتنوع البيئي والمحافظة عليه يحتاج إلى تعاون دولي، منوهةً بما تشكله الطبيعة من أهمية بوصفها، رأس مال مهم للعالم، مشددةً على أن الحفاظ على التنوع البيئي أمر مهم جدا ويتطلب جهود جبارة من الجميع.

وشارك في الجلسة وزير المياه والغابات بالغابون لي وايت، والرئيس التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، الذين تناوبوا على الحديث عن هموم والمشكلات التي تواجه البيئة، والتأثيرات المساعي العالمية لاستعادة النظم البيئية والحفاظ على التنوع البيولوجي والطموحات والمبادرات على الصعيدين الوطني والإقليمي في هذا الخصوص.

أمير ويلز

وأكد الأمير تشارلز أمير ويلز في كلمة رئيسة ألقاها ضمن جلسات منتدى "مبادرة السعودية الخضراء"، أن إطلاق المملكة العربية السعودية، لمبادرة السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، تسهم في بناء مستقبل مستدام ومثمر، مبينًا أن قيادة المملكة العالمية للانتقال إلى الطاقة المتجددة شيء أساسي، يحفز الجميع إلى رؤية هذا التنوع في مزيج الطاقة، منوهًا أن مبادرة المملكة العربية السعودية استثنائية عالميًا، وذلك من خلال زراعة مليارات الأشجار التي سيكون لها أثر تحولي ليستفيد منها الأجيال القادمة كهذه المبادرة التي أطلقتها المملكة.

أضاف أن جائحة كورونا كوفيد 19 أثبتت للعالم أجمع قيمة الصحة البشرية والأهمية الاقتصادية والاجتماعية وصحة الكوكب التي تعد مترابطة بشكل أساسي، مبينًا أن لدى العالم نافذة من الأمل ليسرع التعافي الأخضر، مع وضع أساسات المستقبل المستدام.

وشدد على أن درجات الحرارة التي تشهدها بعض المناطق لاسيما في الشرق الأوسط تتطلب التعامل معها بجدية لإحداث أثر كبير إيجابي على النظام البيئي، من خلال زيادة امدادات المياه والطاقة واستثمار الإمكانيات الهائلة في المنطقة من الطاقة المتجددة بما ذلك الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الخضراء واحتباس وتخزين ثاني أكسيد الكربون، وهو ماتعمل عليه مبادرة السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر.

عودة بالزمن

أكدت الأميرة ريما بنت بندر، سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة، أنه يجب أن يكون هناك تنوع بيئي يؤثر بشكل إيجابي على جميع الجوانب التي تخص الجانب الحيواني من خلال نظام بيئي جيد.

جاء ذلك خلال مشاركتها في جلسة "العودة بالزمن إلى مرحلة انقراض الكائنات الضخمة"، ضمن منتدى مبادرة "السعودية الخضراء"، التي تناولت انخفاض عدد الحيوانات البرية في العالم بأكثر من الثلثين خلال الـ 50 عامًا الماضية، مشكّلتة تحديًا حقيقيًا للجميع، وسلّطت الضوء على أهمية إعادة التواصل بين المجتمعات والتنوع البيولوجي، واستكشاف الدروس المستقاة من حلول رأس المال الطبيعي.

ولفتت الانتباه إلى الاهتمام بالحفاظ على البيئة، منوهة بما تقوم به المملكة من بناء وإيجاد مشروعات تهتم بالجانب البيئي مثل مبادرة مشروع البحر الأحمر التي تسعى إلى المحافظة على الجانب البيئي وما يحمل من أهمية كبرى على الجانب الحيواني وانقراضه.

من جانبه، سلّط المدير العام للصندوق العالمي للطبيعة الدكتور ماركو لامبرتيني، الضوء على جانب المحافظة على المناخ وتقليل الانبعاثات الكربونية وأهميتها في مجال التغيير المناخي وتأثيرها على الطبيعة، ومعرفة الأثر الذي تحدثه وانعكاساتها على الوضع الطبيعي

وأشار الدكتور ماركو إلى أن هناك الكثير من الأنواع التي انقرضت في هذا المناخ البري، مبينًا أن التنوع البيولوجي يؤثر على الكوكب وصحتنا حصوصًا الذي يعانون من أمراض مزمنة أو معيّنة، وأنه يُعد مشكلة حقيقية موجودة منذ زمن طويل ولم يتم ملاحظتها إلا مؤخرًا.

إعادة الأرض إلى حالها

بدورها شددت المؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة Interstellar Lab في فرنسا باربرا بيلفيزي، على استخدام الطاقة المتجددة والتنوع فيها للمحافظة على النظام البيئي، وكيفية إعادة الأرض إلى حالتها الطبيعية، وإيجاد حلول هوائية وأنظمة جديدة أكثر استدامة تدعم عملية التغيير المناخي.

وأضافت أن المؤسسة تقوم بتطوير الأنظمة من خلال المهارات التقنية لإعادة الأرض على حياتها الطبيعية وابتعادها عن التلوث الذي تصدره الانبعاثات الكربونية والتنوع البيولوجي اللذان يؤثران على الجانب الحيواني وانقراضه وانعكاسه على الوضع الطبيعي


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في اقتصاد