إيلاف من الرباط: تستضيف، الرباط، في الثاني والثالث من أكتوبر المقبل، الدورة الثانية من مناظرة الصناعات الثقافية والإبداعية، تحت شعار: "الاحتفاء بالتراث، الاستثمار في المستقبل"، بمشاركة سياسيين واقتصاديين وخبراء وطنيين ودوليين وفاعلين رئيسيين في منظومة الصناعات الثقافية والإبداعية في المغرب.
وسيتيح هذا الحدث، بحسب بيان تلقت "إيلاف المغرب" نسخة منه، فرصة "للنظر في مستقبل هذا القطاع الواعد والديناميكي الذي يعدّ خالقًا للثروة وفرص العمل، ويساهم في إشعاع المملكة".
وستتطرق المناظرة، التي تنظم بتعاون بين وزارة الشباب والثقافة والاتصال وفيدرالية الصناعات الثقافية والإبداعية التابعة للاتحاد العام لمقاولات المغرب، بدعم من الاتحاد الأوروبي في المغرب، إلى الاتجاهات الجديدة في الحكامة والتمويل والتحول الرقمي، مع فتح نقاش حول كيفية تعزيز قيمة التراث، ومستقبل الصناعات الثقافية والإبداعية.
ونقل بيان المنظمين عن محمد مهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والاتصال، تصريحا يقول فيه "إن تنظيم هذه المناظرة الثانية يؤكد من جديد تصميمنا على تعزيز قطاع مبتكر يتمحور حول صناعات استشرافية وقادرة على خلق فرص عمل، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر"،مع تشديده على أن الحكومة تؤمن بقدرات هذا القطاع وتولي اهتماماً خاصاً لتطوير الصناعات الثقافية والإبداعية في البلاد، وذلك "من أجل تعزيز حكامة فعالة وطموحة في آن واحد".
ويُعد قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية اليوم من أكثر القطاعات نشاطا وفعالية في العالم، حيث تم خلق 50 مليون فرصة عمل، وتوليد إيرادات بقيمة 2000 مليار دولار أميركي.
ووفق بيان المنظمين، "يهدف المغرب، بشبابه المبدع وتراثه الثقافي الغني وروح المبادرة لديه، إلى التميز كرائد قاري في هذا القطاع".
وترى نائلة التازي، رئيسة فيدرالية الصناعات الثقافية والإبداعية أن "هناك فرصة حقيقية يجب اغتنامها اليوم، وعلينا أن نتصرف أسرع للاستفادة الكاملة من التقدم التكنولوجي والتغيرات الجارية. وعلى غرار العديد من البلدان، يمكن للمغرب أن يسرّع من وتيرة تطوير الصناعات الثقافية والإبداعية من خلال الجمع بين الدعم الحكومي والاستثمار الخاص والاستراتيجيات المبتكرة. تشكل المناظرة لقاءا مهما لتعزيز الحوار بين الجهات الفاعلة في القطاعين العام والخاص، والشروع في وضع سياسات مصممة خصيصاً لتلبية الاحتياجات الخاصة بالقطاع وطموحات المغرب".
ومكنت الدينامية التي شهدها القطاع في السنوات الأخيرة والتزام مختلف الفاعلين من القطاعين العام والخاص، (مكنت) المغرب من "التموقع في المنطقة، وجذب اهتمام العديد من الشركاء الدوليين".
وتقول باتريسيا لومبارت كوساك، سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى المغرب، إن "تنمية الصناعات الثقافية والإبداعية هي موضع اهتمام مشترك للمغرب والاتحاد الأوروبي".
وأضافت كوساك أن التزام الاتحاد الأوروبي اتجاه هذا القطاع في المغرب يمثل امتداداً لتعاون طويل وراسخ، في وقت تهدف فيه هذه الشراكة، بشكل خاص، إلى "تعزيز المنظومة المحلية ودعم المقاولين في هذا القطاع".
ورأت كوساك أن المناظرة الثانية "ستسلط الضوء على الإمكانات الاستثنائية لقطاع يتوسع بسرعة على نطاق عالمي".
ومن المنتظر أن توفر المناظرة، بحسب منظيمها، "إطارًا استراتيجيًا للنقاش وتبادل الأفكار وتطوير الاستراتيجيات التي تهدف إلى خلق مستقبل ثري ثقافيًا ومستدام اقتصاديًا".
وستتمحور المناقشات حول 5 جلسات، بحيث تتناول الجلسة الأولى "الشراكة بين القطاعين العام والخاص، ميزة للثقافة"، عبر طرح أسئلة: "كيف تشكل الصناعات الثقافية والإبداعية فرصة حقيقية يجب اغتنامها؟"، و"كيف يمكن للشراكات بين القطاعين العام والخاص تحفيز الابتكار وتعزيز القطاع؟"، و"ما هي مفاتيح الحكامة الفعالة والطموحة؟".
وتتناول الجلسة الثانية: "التمويل المبتكر والتمويل الجماعي"، من خلال تناول "حلول التمويل المبتكرة لتحرير إمكانيات الصناعات الثقافية والإبداعية ودعم المواهب والشركات في القطاع الإبداعي".
أما الجلسة الثالثة، فتتناول "تجربة المكان: السياحة والثقافة والتراث"، من خلال سؤال "كيف يمكن الاعتماد على المواهب الإبداعية وسلسلة القيمة القوية لتعزيز التراث وجعل مدننا مناطق جذابة واستخدام الثقافة كرافعة للتنمية المستدامة".
فيما تتناول الجلسة الرابعة "الرأسمال البشري في العصر الرقمي والذكاء الاصطناعي"، من جهة سؤالي: "كيف يغير الذكاء الاصطناعي المهن الإبداعية؟"، و"ما هي التحديات المطروحة من حيث المهارات والتدريب والأخلاقيات؟".
أما الجلسة الخامسة، فتطرح سؤالين رئيسيين: "ما هي آفاق الصناعات الثقافية والإبداعية؟" و"كيف يمكن التنقل في مشهد تنافسي للغاية، يتميز بنماذج اقتصادية جديدة وأسواق في تطور مستمر؟".
وذكر البيان أن تنظيم الدورة الثانية من مناظرة الصناعات الثقافية والإبداعية يأتي في وقت تجري فيه الاستعدادات لتنظيم كأس العالم 2030، الذي يشترك في تنظيمه المغرب وإسبانيا والبرتغال. ويرى المنظمون في التنظيم المشترك لهذا الحدث الرياضي العالمي فرصة فريدة من نوعها لتشجيع الإبداع والمهارات الوطنية في مختلف المجالات، ولتعزيز التراث والمواهب بجرأة والتزام لإبراز تألق المغرب والمنطقة.