يصدر قريبًا كتاب «السيّد Cooper وتابعُهُ» للكاتب والشاعر اللبنانيّ عقل العويط عن دار هاشيت أنطوان/نوفل.
وهو يتناول علاقة شاعر بكلبه الأليف، الذي يحمل اسم "السيّد كوبر".
ويعرّف الكتاب بـ«السيّد كوبر» على انه كلبٌ من فصيلة «أكيتا» اليابانيّة المعروفة بوفائها ونبلها وسموّ أحاسيسها المرهفة.
وهو من نوع الكلاب الذي لقيَ شهرةً أسطوريّةً انطلاقًا من قصّةٍ حقيقيّة حُوِّلت إلى فيلمٍ سينمائيّ عنوانه "هاتشيكو"، تَقاسَمَ فيه هذا الكلب دورَ البطولة مع الممثل العالميّ المعروف ريتشارد غير.
غلاف كتاب «السيّد Cooper وتابعُهُ» للكاتب والشاعر اللبنانيّ عقل العويط
تفاصيل
ويسرد الكتاب التفاصيل عن سنواتٍ من الحياة المشتركة بين السيّد كوبر، وتابعه البشريّ، قوامُها الألفة والتفاهم من خلال الصمت والنظرات والإشارات والحوارات. ويحكي عن علاقة تتميّز بمشاعر هائلة وتفاهم روحيّ وإنسانيّ لاإدراكيّ بين هذين الكائنين.
ويوصف هذا الكتاب باعترافاته الشبيهة بتلك التي كتبها قدامى القدّيسين، بـ«إنجيل العزلة». حيث يتحدث عن اليأس الذي يعاني منه الكائن البشريّ، وهو الشاعر اللبنانيّ الذي استقال من معاشرة الكائنات البشرية الاجتماعية، وانصرف إلى عزلةٍ شبه شاملة، إلى تعميق يأسه الفلسفيّ الوجوديّ من البشر، وإلى محاورة الحياة والوجود والعدم والشعر في عينَي كائنه الأليف الصامت، السيد كوبر (الكلب كوبر).
يأسٌ لبناني
يشير الكتاب في تفاصيله إلى الموت اللبناني، والخراب والشقاء من خلال الكائن الانساني الفرد، الأعزل سوى من تلك الفروسية الدونكيشوتية، على غرار النسّاك الممتلئين بمطهر الألم الأخرق والشكّ المخلّص.
إنه كتابٌ يعرّي الذات البشرية من خساسة البشر، ويمجّد فروسية الحبّ الصامت في عينَي السيد كوبر وتابعه الوحيد.
ويسلّط الكتاب الضوء على حياة اللبنانيين العالقين في حفرة الأمل في واقع مرير يبدو الخلاص منه مستحيلاً. وفيه تجتمع فيها لحظة 17 تشرين الثورية، بلحظة وباء كوفيد 19 القاتل، مع لحظة التفجير المأسويّ الذي أصاب بيروت في الرابع من آب(أغسطس) 2020، وبلحظة انهيار الحياة اللبنانية برمتها.
السيّد كوبر
ويصف الكتاب السيّد كوبر بـ«السيّد الجميل الأنيق الأهيف النبيل الراقي الأنيس المؤنس صانع خطاب العزلة والاعترافات في رواية تابعُهُ عن الوجود والكلمات والحبّ واليأس من انحدار الكائن البشريّ».
وكوبر في هذا الكتاب، يجسّد خلاصة الوجود الشعري والكينونة الانسانية في موكب انحدارها إلى قعرٍ... قد يكون لبنان مثله الأسطع.