خلال العقدين الأخيرين اشتهر الكاتب الفرنسي ميشال والباك بمواقفه المعادية للإسلام، معبّرا عنها من خلال رواياته، خصوصًا رواية: "استسلام" أو "خضوع" التي رسم فيها صورة قاتمة لفرنسا بعد أن يسيطر عليها الإسلاميون، ويصبحون مُتحكمين في مصيرها على جميع المستويات.
وفي حوار أجرته معه مؤخرًا الأسبوعية الفرنسية "لوبوان"، قال ميشال والباك: "لقد توصّلت شيئا فشيئا إلى أن الإسلام ليس هو المشكلة، وإنما هو الانحراف، لأن المنحرفين يميلون بحسب طبيعتهم إلى الشر.
وعندما ينخرطون في الجهاد، فإن هدفهم يكون مركزًا على ارتكاب أكثر الجرائم فظاعة ووحشية. وفي حالات كهذه، لا يكون الإسلام إلاّ مجرد تعلة(..). وقد اقتنعت أن السلفية لا تقود إلى الإرهاب. وهذا ما تأكدت منه من خلال جاري الباكستاني في ايرلندا إذ كان هذا الرجل أصوليا متشددا في عقيدته إلاّ أنه أدان بشدة عملية الحادي عشر من سبتمبر ".
وعن سؤال: هل هذا يعني أنه غيّر موقفك من الإسلام، أجاب ميشال والباك قائلا:" نعم.. لقد سقطت في فخ الحماقة الجماعية. وهناك خطاب تطور وانتشر بشكلٍ واسع يربط بين الإسلام والانحراف. وقد تبيّن لي أن هذا الخطاب خاطئ ومُضلل. إن التطبيق الصارم لفروض أيّ ديانة كانت لا يمكن أن يؤدي إلى الانحراف لأن طريق الدين وطريق الانحراف مُتعارضان تماما.
وكان ميشال والباك قد أصدر مؤخرًا كتابًا صغير الحجم بعنوان: "بضعة أشهر في حياتي" يروي فيه الوقائع والأحداث التي "سمّمت حياته" بحسب تعبيره، ليعيش أشهرًا طويلة وكأنه "يحترق". فقد نشر المفكر ميشال اونفري حوارًا معه أُخرِجَ من سياقه ليفسّر بطرقٍ خاطئة أساءت له كثيرًا. وبسبب ذلك، حدثت قطيعة بينه وبين ميشال اونفراي.
وتتمثل الواقعة الأخرى في قيام فنان من أمستردام بتهديد ميشال والباك بنشر فيديو جنسي يسيء له ولزوجته الصينية. ويقول ميشال والباك أن الواقعتين "هشمتا روحه".
وفي الحوار، هاجم ميشال والباك زعيم اليسار الفرنسي ميلانشون قائلا بإنه "كارثة حقيقية"، وإنه "مريض بجنون العظمة" متهما إياه بالتحريض على العنف الذي أصبح ظاهرة مزعجة وخطيرة في المشهد السياسي الفرنسي.
أما ماري لوبان فيعتبر أنها تدافع عن حقوق الفرنسيين أفضل من اليسار، منتقدًا بشدة أولئك الذين يدعون إلى فتح حدود فرنسا أمام المهاجرين القادمين من جميع أنحاء العالم.
وقال ميشال والباك إن الغرب له جوانب إيجابية كثيرة، ودور هام في تطور الانسانية إلاّ أنه يعيش الآن أزمات حادة على جميع المستويات قد تقوده إلى التدهور الذي أشار إليه المفكر الألماني شبينغلر في كتابه: "تدهور الحضارة الغربية" الصادر في أوائل القرن العشرين.