: آخر تحديث

في وجه الفساد: التصويت الاحتجاجي هو سلاحنا الوحيد!

3
3
3

التغيير ليس معجزة سماوية ولا لعبة سحرية، بل إرادة شعبية ورحلة كفاح وطنية تبدأ لحظة دخولك إلى صالة الانتخابات. التخلي عن المسؤولية لم ولن يغير الأوضاع في شوارع مدن العراق والمؤسسات.

أولاً وقبل كل شيء، لنتفق على رفض صانعي العداءات. أقولها صريحة:

لا تنتخبوا من يصرخ "لأجل المكوّن الشيعي"، فهذه هي الفئوية المقيتة التي حولت وطننا إلى جزر متناحرة ومواطن عداءات.

ولا تنتخبوا من يرفع شعار "لأجل المكوّن السني"، فهذه هي الطائفية العمياء التي سرقت منا حلم الوطن بالمزايدات.

ولا تنتخبوا كردياً يقول قال العرب أو عربياً يقول قال الكرد. أسلوب رخيص ومبتذل أثبت نجاحه من خلال خلق الجبهات، ولم يعاقب القانون على مثل هذه التصريحات.

آن الأوان أن يدرك العراقيون أن المحاصصة لم تمنح الشعب سوى الويلات.

صوتكم اليوم هو صيحة، صرخة غضب ودعوة لانتخابات الاحتجاجات.

أمامكم خياران لخلط الأوراق:

الخيار الأول: الكفاءة أولاً (ابن مدينتك)
ابحث واختر من بين أبناء مدينتك أو محافظتك من أثبت أنه جدير بالثقة، أو شخصيات سيرتها الذاتية تدعم أقوالها، أو وجوه وطنية لها تاريخ مشرف ولم تشارك من قبل في الفساد، وهذا هو أفضل الخيارات.

الخيار الثاني: التصويت الاحتجاجي (دعم الإدارة الناجحة)
إن لم تجدوا كفؤاً أو لم يتبق أمامكم سوى الوجوه المكررة، فعلينا بخلط الأوراق السياسية وبدء عهد جديد قوامه الحساب والمساءلة، ويتم ذلك بدخول الملعب وفرض لاعبين جدد أو بزيادة نسبة الصلاحيات.

ادعموا الأقليات التي ما زالت تحتفظ بالحياء السياسي، القلة التي تتحدث بلغة الوطن لا بلغة المذهب والجماعات، كالمستقلين أو الأكراد الذين يتحدثون بلغة وطنية جامعة.

على سبيل المثال، دعونا نمنح فرصة لمن أثبت نجاحه في إدارة مدينته لعله ينجح في إدارة خرابنا العام الذي استمر لأكثر من عقدين. فأربيل مثلاً أثبتت، بالرغم من كل التحديات، أنها واحة السلام والتعايش الوحيدة على أرض أنهكتها أصوات الولاءات والمصالح الفردية على حساب الشعب، ففي أربيل عاش بأمان كل من التجأ إليها فوجدها ملاذاً آمناً له.

قد تتهمونني بأنني أحب الكرد ولهذا أنحاز لهم.

الحقيقة أنني أعشق الكرد، وعلاقتي بقيمهم وثقافتهم وطيدة، لكن هذا الخيار ليس تعاطفاً قومياً ولا دعماً لسياسة محددة، بل هو حسبة عراقية خالصة لكسر عظم نظام المحاصصة.

التوقعات الواقعية
قد يسأل أحدكم: سيأخذون أكثر من حقهم؟ سؤال منطقي.

ربما، لكنهم سيمنحوننا في المقابل دولة تعرف معنى المؤسسة والمساءلة، دولة يُحاسب فيها الجميع ولا يُستثنى منها أحد. سيحاسبون غيرهم، وعلى الأقل سينخفض مستوى الفساد إلى مستوى كردستان. لا أكذب وأرسم كردستان على أنها المدينة الفاضلة وأنه لا يوجد فيها فساد، لكن هناك فرق شاسع بين الحالتين، لا يوجد وجه مقارنة.

مع هذا، لا تنتخبوا من لا ترونه كفؤاً لهذه المهمة.

نداء أخير
لا تجلس في مقعد المتفرجين، لخاطر الله شارك.

حتى إن لم تقتنع برأي أو بأي مرشح، فلك كامل الحق في ذلك، لكن إياك أن تجلس في البيت وتترك مصيرك للآخرين.

اذهب، وصوت لمن أثبتت سيرته أنه ابن العراق، لا ابن القبيلة والعشيرة أو من ارتكز على من أثبت فساده من أصحاب الدكاكين السياسية.

وإن لم تجد أحداً تثق به، فادخل صالة الانتخابات وسجل اعتراضك على الأقل بإسقاط ورقتك الانتخابية.

المشاركة ليست اعترافاً بالرضا عما يجري، بل هي إثبات بأنك صاحب قرار، تواجه هذا النظام بوجهك لا بظهرك.

وللتذكير، صوتك ليس سحراً سيقلب كل الموازين بين ليلة وضحاها، بل هو الخطوة الأولى من المرحلة الأولى في طريق التغيير التي لم يتم استخدامها بشكل صحيح منذ أكثر من عقدين.

صوتك في أفضل الأحوال قد يرفع شخصاً تثق به ليقف بدوره أمام عشرات المعرقلين، والطريق طويل. وكما قلت فهذه الخطوة في المرحلة الأولى، والتي تتألف من عدة خطوات قبل المرحلة الثانية والثالثة.

آزروا بعضكم وحققوا وطناً اسمه عراق الكرامة. للعراق شعب يستحق فقراؤه أن يعيشوا كملوك الأرض. البحر من ورائكم والعدو أمامكم، والخيار خياركم.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.