قال:
أشتاق إلى نفسي كي أعرفها وأعانقها،
فأنا أسمع عنها ولم أقابلها.
وكلما بحثت عنها قالوا:
ستعاني.
وما كنت أعلم أن هؤلاء الناس غرباء عن أنفسهم،
ولا كنت أدرك أنهم يبحثون عنها في المكان، ولكن... خارج الزمان.
والنفس حين تنفصل عن كينونتها،
وتطمئن للتيه والوجع،
تكون عالقةً بين الأنا... والآنِ.
تحوك خيوطاً من فراغ،
وترتدي جواربَ من وهم،
وكلما تغير مناخٌ ليس مناخها،
تغيبُ صباحاتُها،
ويتحول وجودها إلى عدم.
قالت: أيكون المكان ذاتاً،
ويكون الزمان... نفساً؟
وحين ينفصل المكان عن زمانه،
مثلما تنفصل النفس عن ذاتها،
يكون الفراغ: هو الفاصل الزمني؟
وكيف يكون الفراغ فاصلاً زمنياً
لا تحسبه الساعات... ولا الدقائق... أو الثواني؟!
عاد وقال: الفراغ وجود بلا معنى... يسكن العقول الغارقة في ظلام الزمن
المستقطع من الوعي بالحقيقة!!