فوز المنتخب السعودي على الأرجنتين في كأس العالم الماضية في قطر وقلبها بلجيكا في مونديال 94، وتعادل الهلال مع ريال مدريد بطل أوروبا، كلها نتائج ممتازة، لكنها لا تضيف لنا شيئاً طالما لم تقترن بإنجاز عالمي، في مونديال 94 وصلنا لدور الستة عشر، وتوقفنا عند هذا الإنجاز ولم نتجاوزه، اليوم يفترض أن نكون في مكان آخر وفق الإمكانيات التي نملكها على كافة المستويات، لدينا دوري قوي ومحترفون أجانب هم من النخبة على مستوى العالم.
الكل مع فرحة جمهور الهلال بالتعادل مع ريال مدريد، لكن ليس هذا الطموح، الهلال اليوم وفي ظل الكوكبة الكبيرة من النجوم يفترض أن يبرهن على قوة الدوري السعودي، أعجبني حديث "جواو كانسيلو" الظهير الأيمن في الهلال بعد المباراة، حين تحدث عن قوة الدوري السعودي وحجم المنافسة بين الأندية، لذا من المهم أن تفكر الأندية السعودية التي ستشارك مستقبلاً في محافل عالمية كما يفعل الهلال حالياً بأن تكون مشاركتهم من أجل المنافسة وتحقيق اللقب؛ لأن الآن القوة تكمن في حجم الإنفاق والتعاقدات، وقبلها الاختبارات الجيدة التي تمنح الهلال أو أي نادٍ سعودي سيشارك القوة والقدرة على المنافسة على تحقيق اللقب، هذا الفكر كفيل بأن يجعل كل الأنظار تتجه إلى الدوري السعودي، لست اليوم مع المبالغة في الفرح لمجرد أن الهلال تعادل مع ريال مدريد، بل مع فكرة أن تكون هناك مطالبات بأن يحقق الهلال البطولة، أو على أقل تقدير يكون طرفاً في النهائي لأسباب كثيرة أهمها: حجم الإنفاق، اليوم ميزانيات بعض الأندية كبيرة وحجم الدعم كبير؛ وبالتالي نوعية الاختيارات على الصعيد الفني اختلفت، لذا أصبح من المهم أن ننسى عبارة (مشاركة مشرفة) ما لم ترتبط بإنجاز حقيقي على أرض الواقع، لهذا وفي هذه الفترة التي تعيشها الرياضة السعودية وتحديداً كرة القدم يجب ألا نبالغ في الفرحة حين يحضر الفوز على منتخب كبير، أو نادٍ له تاريخه العالمي، الفرحة الحقيقية يجب أن ترتبط ببطولة.
دون أدنى شك الهلال قدم مباراة كبيرة أمام ريال مدريد، وفي تصوري لو أكمل البطولة بهذا المستوى سيصل لأبعد نقطة في هذه البطولة.