: آخر تحديث

ترامب يعيش واقعاً لم يتخيله!

1
1
1

بعض الأخبار واضحة وصريحة، ويمكن أن نتعامل معها كمجتمعات بالطريقة التي نستفيد منها، أو على أقل تقدير نتجنب خطرها. لم تعد كثير من الصور تحتاج تحليلاً واستنتاجات، ويبدو أنَّ الأهداف في هذا العالم الكبير يمكن توقعها ومتابعتها واستنتاج نتائجها، نحن في منطقة الشرق الأوسط ما زلنا نعيش كل الأزمات، وهي أزمات في مجملها تشكل خطراً حقيقياً على كثير من الدول، وتبعيتها أكثر خطراً على المنطقة، فإيران تترقب بكل حذر كل ما يحدث في المنطقة، وتشعر بالخطر الإسرائيلي الذي يدفع الولايات المتحدة الأميركية للتدخل في أي لحظة، وإسرائيل نفسها ما زالت تمارس العربدة والبلطجة في المنطقة، وتتوسع في الشر بالمواجهات العسكرية، دمرت غزة تماماً، وتتقدم نحو سوريا، ولها في لبنان تحولات جديدة، أوضاع سيئة كثيرة تحدث في المنطقة وخارج المنطقة، ولا تزال بعض الأهداف غائبة.

وعندما نتحدث عن العالم بشكل عام يصل بنا المطاف إلى الحرب (الأوكرانية الروسية) وكمية التشابك في الآراء وفشل كل الحلول المطروحة. لم يعد لأميركا ذلك التأثير الكبير في فرض بعض الحلول التي تخفف عن عاتق هذا العالم بعض الهموم المتزايدة، والتي ترهق دولاً كثيرة، وتجعلها تحت تأثير القلق والترقب والانتظار. لا يبدو أنَّ الخطوات السياسية التي تتبعها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لها إيجابيات واضحة، بدليل التردد الذي تعيشه أميركا في كثير من القرارات التي يتضجر من مجملها كثير من دول العالم، ولا أعتقد أن ترامب عاد إلى كرسي الرئاسة من أجل أن يستمر في استفزاز العالم، لكنَّ الأكيد أنَّ كثيراً من الوعود التي أطلقها في فترة ترشحه للرئاسة فشل العمل بها حتى الآن، إلا أن قدرة الإعلام الأميركي على تغطية بعض من هذا الفشل وتصويره للعالم على أنها خطوات سليمة متبعة في طريق فرض الحلول وإعادة التوازن لأميركا أولاً ثم للعالم.

إقرأ أيضاً: التلفاز في شهر رمضان

لا يكاد يمر يوم واحد إلا والعالم يغرق في كثير من الأحداث والهموم، وليس بمقدور أحد أن يقدم العلاج الفعال الذي يعيد لهذا العالم توازنه، كل دولة تترقب وتعيش الأحداث بالطريقة التي تضمن لها الهدوء والاستقرار، وهذا حقها ولا أحد ينكر عليها فعل ما يخدم مصالحها وحياة شعوبها، غير أنَّ القلق في كثير من الأحيان يولّد قرارات متسرعة قد تكون خاطئة، وترفع من وتيرة التوتر في المنطقة، مؤخراً نلمس افتعال أحداث قديمة إعلامياً ونشرها في توقيت غريب ليس لها ما يبررها، غير أنها تزيد حدة الخلافات العربية، ولا يمكن أن تكون فيها فائدة نعزز من خلالها وحدتنا العربية، وفي الوقت نفسه تخدم العدو الإسرائيلي أكثر، وتعزز من نفوذه وقوته، أحداث قديمة يخرج عنها تسجيلات قديمة لقادة عرب ماتوا ولم يعد لكلامهم أي قيمة، فلماذا في هذا الوقت الحساس تتصدر تلك التسجيلات المشهد السياسي العربي؟

كذلك في السودان قلق مما يحدث، وتفاصيل مريبة لا تشعر أن هناك من يبحث عن حلول تعيد الاستقرار للسودان وشعبه؛ وبالتالي البحث عن مستقبل لهذه الدولة العربية المغلوب على أمرها، حتى الدول العظمى فشلت في فعل هذا الشيء، رغم يقيني أنها تملك الحل، وتستطيع إنهاء هذه الحرب القذرة التي يموت فيها السوداني على يد أخيه السوداني!

إقرأ أيضاً: مما يخاف ترامب!؟

العالم اليوم يتمزق بطريقة غريبة، ويتجه إلى منحدر خطير على مستوى العلاقات السياسية والمصالح المرتبطة بالتنمية والاستقرار، لا أعتقد أن دول الشرق الأوسط في مأمن من أي تطورات قد تحدث في المستقبل القريب، وما زلنا نعوّل على الدول الكبرى مثل السعودية العظمى ومصر في فرض حلول واضحة وسلمية تعجّل برفع الخطر عن المنطقة، وهذه الحلول محورها الرئيسي القضية الفلسطينية ودولتها، وفي اعتقادي الشخصي أن هاتين الدولتين وأعني السعودية ومصر قادرتان على فعل الكثير من أجل أمن واستقرار شعوب المنطقة، ولم نرْمِ المنديل بعد لثقتنا في ما تفعل السعودية ومصر، لكن عادة في الشأن السياسي كل الأمور تأخذ وقتها لتُحل، ليست كل التفاصيل واضحة، لكن يقيننا بأهداف المملكة العربية السعودية تحديداً يجعلنا نشعر بالطمأنينة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.