: آخر تحديث

سلطة بالعراق على إيقاع الصواريخ

72
74
65

متناحرو العراق من جمعهم بين عشية وضحاها 
لا شيء يشبه ما جرى ويجري في العراق على الإطلاق حيث بات الكذب والإحتيال والإجرام السمة الرئيسية لإدارة هذه الأرض وما عليها، تلك الأرض التي كانت دولة في يوم ما، وكانت أولى الحضارات في التاريخ الأزلي لكنها اليوم ليست إلا  كتلاً بشريةً متناثرةً على بقعةٍ من الأرض لم يبقى لها من تاريخها شيئاً سوى الإسم (العراق) وربما يكون هذا الإسم مرافقا للأمل هو خيط الإرتباط العاطفي المتبقي لدى البعض مع هذه الأرض لهول ما تعرض له هذا البلد من جحيم في هذه الـ 100 سنة الأخيرة، أما ما جرى ويجري في هذه العشرون سنة الأخيرة فقد تخطى وصف الجحيم والسفاهة والجهل، فـ يأجوج ومأجوج الذين كان من الواجب قتالهم في العراق وفق التحركات الدولية قد هربوا والأمر بحاجة إلى يأجوج ومأجوج ففُتِحت أبواب العراق ليأجوج ومأجوج أتباع مُلا علي ليتربعوا على عرشه ويجلدوا شعبه ويزعزعوا الاستقرار في البلدان المجاورة، وقد تأمل المتضررون في ذي القرنين مخلصا فلما آتاهم وجدوه مُلا علي بعمامته السوداء يستتر وراء قيصرٍ مرتدياً ثياب ذي القرنين، ولا زال الحال مجسدا لميثولوجيا من نوع فريد مُسلِطا أقليةً طفيلية على أغلبية ذات حق مشروع بفعل قدرة قيصر وبركات عباءة وذمة مُلا علي تلك العباءة والذمة الواسعة التي لا تعرف قيودا ولا روادع ولا ثوابت فابتلعت دولا ولا زالت تشير برغبتها في ابتلاع المزيد.

سلطة على إيقاع الصواريخ 
يُهيل النظام الإيراني بوابل من الصواريخ على إقليم كردستان العراق ويصرخ ويشجب ويندد قياصرة الإقليم ويصيحون أنقذونا أغيثونا فقد أُحيط بنا، وتصرخ الأمم المتحدة وممثليتها بالعراق باكية على حال العراق والعراقيين من فساد في السلطة وعدم صلاحيتها حيث عجزت عن لملمة أدرانها وتوزيع فرائسها بعدل منادية أنه لابد للعراقيين المضطهدين من حلول تتمثل في حكومة إنتقالية، ويجتمع مجلس الأمن ويستمع ويستمع وبعد جهد جهيد (فُسِرَ الماءُ بالماءِ) وتستمر صواريخ مُلا علي بالتهاوي على الأبرياء في شمال العراق، وبين عشية وضحاها يتفق قياصرة الإقليم على مع زبانية مُلا علي على تشكيل حكومة، ويسمون رئيسا لمسمى الجمهورية، ورئيسا للوزراء من نفس النوع الذي يحبه مُلا علي على الإيقاعات المتناغمة لصواريخ ما يسمى بالحرس الثوري الإيراني التي بطشت بأبرياء من المواطنين العراقيين الأكراد من أجل تشويه ثورة الشعب الإيراني.

متناحروا العراق من جمعهم 
إنه العجب العجاب ولا شيء يشبه ما يجري فيك يا عراق؛ فمن يرى موقف المجتمع الدولي بالأمس وصواريخ مُلا علي لا يصدق ما يحدث على أرض العراق فلا يمكن أن تقوم هكذا سلطة من فراغ، والأكثر عجبا هو أن يتم تجديد بيعة دولية لسلطة يأجوج ومأجوج في التسعة عشرة سنة المنصرمة ليعود مُلا علي ويحكم من جديد، ونكتشف أن المجتمع الدولي يستمتع ويطرب على أنغام أنين وآلام شعوب المنطقة ويستمتع أكثر بصوت الشعب العراقي بهذا الخصوص، ويتساءل العراقيون الذين فقدوا الثقة بالمجتمع الدولي على الإطلاق ماذا لو تركنا منطق السلمية وإتبعنا نفس لغة السلطة الميليشاوية هل سيعتبر المجتمع الدولي دفاعنا عن النفس أمرا مشروعا أم سيقفون إلى جانب حلفائهم في السلطة بالعراق، ويرى البعض منهم أن سلطة الميليشيات بالعراق والمجتمع الدولي سيصنفونهم بالإرهابيين وبالتالي يتعرضون للملاحقة القضائية.

ما وراء الحدث 
عندما تكون الأزمات سببا في تحقيق مصالح الدول الكبرى فلا بد من تحويل الأسباب إلى وسائل، وبحسب آراء غالبية الشعب العراقي فإن وجود نظام كنظام طهران الذي يفتك بالثوار في كافة أنحاء إيران ووجود سلطته الميليشاوية في العراق واليمن ولبنان وسوريا أمراً يوفر الأسباب ويُمكن من الوسائل والأدوات خاصة في ظل أزمات سوق الطاقة ومتغيرات الإنتاج النفطي والسياسة الأمريكية الجديدة بالمنطقة، فلا بد للإستهتار أن يستمر من لدن سلطان طهران مُلا علي، ولا بد للعرب أن يستمروا في دفع الأتاوات نفطا ومشتريات سلاح، وأما الخيار والأمل الوحيد أمام شعوب المنطقة ما هو إلا التكاتف والتعاون للخلاص من نظام مُلا علي في طهران وأدرانه في العراق واليمن ولبنان وسوريا والمنطقة، وما لا تستطيع أن تُقدِم عليه الحكومات لأسبابها يمكن للشعوب وقواه المدنية الإضطلاع بها. وإن غدا لناظره قريب.
 

#فضاءـالرأي


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.