لا أوجع على قلب عربي صادق في هذه المرحلة التي تداخلت فيها الأمور وعلى هذا النحو من أن تصبح سوريا: "قلب العروبة النابض" ساحة لتصفية الحسابات في هذه المنطقة الملتهبة فعلاً فالروس، وليس الإتحاد السوفياتي، باتوا "يهبشون" هبشاً فمرة يقصفون في الشرق ومرة أخرى في الغرب.. وفي الشمال والجنوب وبالطبع ومرة لا بل مرات يستهدفون غيوم السماء وعلى أساس أنها تفرد عباءتها على كل ما يجري في سوريا العروبة وللأسف.
والمشكلة أن هناك بيانات "عرمرمية" تصدر بإسم نظام بشار الأسد وذلك في حين أنه لا يوجد لا أسداً.. ولا وحشاً.. وحتى ولا ثعلباً فالشعب السوري العظيم يعرف هذا معرفة كاملة.. ويعرف أنّ هذا البلد العظيم قد أصبح ساحة لتبادل العيارات النارية بين الأطراف المتصارعة في هذه المنطقة.. وحيث أنه لم يعد هناك الإتحاد السوفياتي وحتى ولا الولايات المتحدة.. وبالطبع ولا الجامعة العربية.. رحمها الله.. الرحمة الواسعة!!.
أين هي سوريا التي تصدر عنها وبإسمها كل هذه البيانات وأين هو: "القطر العربي السوري" الذي كان إذا "تنحنحت" دمشق الفيحاء ترتعد فرائص هؤلاء الذين أصبحوا "يعرطون عرطاً" وعلى أساس أنّ قرار هذه المنطقة الملتهبة في أيديهم.. وحقيقة أنه معروف أن قرارات العالم باتت في يد الولايات المتحدة ومعها إذا شئتم.. إسرائيل.. دولة العدو الصهيوني!!.
ماذا نقول.. من الذي يصدر هذا البيانات العرمرمية فنظام بشار الأسد، الذي كان هدير والده دائم "اللجلجة" في موسكو.. وفي الصين وأيضاً في كوريا الشمالية.. إذا شئتم وفي بعض العواصم العربية التي اعتادت على أنْ ترقص لكل إنقلاب عسكري وعلى أساس أنه عنوان: الوحدة والحرية والإشتراكية.
وهكذا ألا ليت دمشق الفيحاء لم ترفع ذلك الشعار الجميل حقاًّ والعزيز على قلوب أبناء العروبة كلهم: "أمة عربية واحدة..ذات رسالة خالدة" فهذا كان قد دغدغ العواطف العربية ومن الخليج إلى المحيط.. ولكن نعم لكن..وجد الأشقاء السوريون (الأمويون) أنفسهم يطاردون سراباً .. ووجدوا أن حتى القنيطرة قد ألحقها به العدو الصهيوني.. وهذا بدون صدور حتى ولا همسة من الذين يقولون أنهم ورثة الأمويين.. وأيضاً ورثة العرب والعروبة!!.
ويقيناً وحتى لا يتواصل تمزيق القلوب وفي كل هذه السنوات المظلمة الطويلة فإنّ المعروف أنّ حركة التاريخ لا تقف عند لحظة تاريخية مريضة.. وأنّ هذه الأمة العظيمة سوف تنهض لا محالة وأنّ كل شيء سيعود إلى نصابه وأنّ دمشق سترفع راية العروبة مرة أخرى بالتأكيد وهذا ينطبق على العواصم العربية كلها ومن المحيط.. إلى الخليج.. وهذا إنْ شاء الله جل شأنه!!.