إطلاقاً.. لم يكن متوقعاً أن تنتهي سوريا إلى هذه النهاية المأساوية وهذا مع أنّ دمشق قد بقيت وعلى مدى مراحل التاريخ عند تقاطع الرماح والسيوف لكن أن يتم إلغاء.. وشطب "الفيحاء" نهائيا فإن " قاسيون" الذي بقي يطل عليها كحارس متيقظ سيبقى يبكيها حتى يوم القيامة.. وسيبقى العرب العروبيون فعلاً يتأوهون وجعا عليها إلى يوم القيامة.
ما كان "الأمويون" في ذروة تألقهم عندما كان الطامعون الغزاة يهابون بريق ولمعان سيوفهم يتوقعون أن تكون نهاية "الفيحاء" هذه النهاية وأن يكون مصيرها "تقاسماً" بين "صهاينة" العصر.. وبين من دأبوا على السعي للتمدد نحو الغرب.. وصولاً إلى العاصمة العباسية والعاصمة الأموية.
وما كان "العباسيون" يتوقعون أن يكون مصير بغداد، التي يقول البعض أنها قد أخذت هذا الإسم من "البغددة" ورغد العيش والسعادة، هو هذا المصير المحزن والمبكي بالنسبة لكل عربي فيه ولو ذرة واحدة من العروبة وهذا ومع التقدير والإحترام لكل "القوميات" الأخرى المتآخية وبخاصة وعلى وجه التحديد "الأشقاء" الأكراد الذين بقيت سيوفهم مُشْهرة ضد كل الغزاة والطامعين في هذا الوطن الكبير الذي هو وطنهم والذي كانت سيوف "الكرد" في الدفاع عنه دائماً وأبداً إلى جانب السيوف العربية.
أمّا أن يكون شطب إسم "الفيحاء" نهائياً وعلى هذا النحو، الذي من المؤكد أنه أبكى رموز وقادة الأمة العربية ومعهم بالطبع قادة ورموز الأشقاء الذين كانوا قد شاركوا في هذه المسيرة الطويلة فإن هذا لا يمكن القبول به ولا السكوت عليه.. وها هي المنعطفات التاريخية لهذه المنطقة لا تزال ماثلة للعيان.
وهكذا ومع أنّ مكانة "الشهباء" كمكانة "الفيحاء" إنْ بالنسبة للعرب.. وإنْ بالنسبة للقوميات الأخرى التي لها كل التقدير والإحترام.. إلّا أنّ كل هذا الذي جرى مؤخراً.. وإستبدال الأسماء التاريخية بهذه الأسماء "المخترعة" وهذه العناوين الجديدة لا يدل وفقط لا بل يؤكد على أنّ هناك مؤامرة محبوكة.. أخطر من كل المؤامرات التي كانت قد مرّت على هذه المنطقة.. التي هي إن أطال الزمان أم قصر ستبقى وطناً عربياًّ.. ومنطقة عربية.