ما يحدث في المحيط العربي والعراق بالخصوص حيث تم الاعتداء عليه وقصفه وهذه المرة ليست ثكنات يسكنها الارهـابيون، ولا مناطق اشتباك ولا حدود خالية من المدنيين، الذي تم قصفه مصيف هرب العراقيون اليه لسرقة لحظات بسيطة وهادئة بعيدًا عن مصائب الحياة واهوالها لتواجههم المدفعية التركية وتقضي على حياتهم بفسحتها ومصائبها.
لا توجد إتفاقية تبيح قصف المصائف وازهاق ارواح المدنيين، هذا عدوان غاشم وانتهاك صارخ لسيادة دولة كالعراق، لذا الاحتجاج والتنديد والمطالبة بطرد السفير التركي ليس ترفًا بل واجبًا أخلاقيًا اتخذه المواطنيين العراقيين تجاه الضحايا من ابناء جلدتهم، تجاه بلدهم وكرامتهم وانسانيتهم، اما واجبات الحكومة العراقية فتبدأ بطرد السفير وغلق السفارة ولا تنتهي الا بمجلس الامن او ما هو أكثر.
تعد تركيا جزء من حلف الناتو ومثلما يعد أي اعتداء عليها اعتداء على كل دول الناتو وفقا لمعاهدة الحلف، فإن اعتداء تركيا على العراق هو اعتداء من كل دول الناتو، وعلى الحكومة أن تستدعي سفراء كل دول الناتو وأن تتخذ اجراءات عقابية ضدها.
كم عدد الضحايا الأبرياء الذي يمكن أن يكون سببا لعقد جلسة طارئة وهل الغاء عبارة "هيأة الرئاسة" من النظام الداخلي أهم من أرواح الأبرياء.
يذكر ان تركيا اعلنت اعترافها الرسمي بالدولة العراقية في 15 مارس/آذار 1927 بحدوده الحالية. وهذا قول فصل، واتفاقيات ملزمة لا تقبل أدنى محاولة.
أتفهم جدًا صمت العراقيين المقيمين بتركيا وتحديدًا اولئك اللاجئين هربًا من الوضع الامني السيئ والملاحقات التعسفية في العراق.
لكن من المخجل والمعيب والمؤسف هو التبرير لتركيا من قبل مسؤولين ودفاععاّ عن جريمتها وازهاقها لأرواح المدنيين.