: آخر تحديث

ليبيا في قلب العاصفة

67
79
71
مواضيع ذات صلة

 لا يمكن فهم ما يجري في المشهد السياسي الليبي اليوم  بمعزل عن المتغيرات التي تعصف بالمنطقة والعالم  خارجيا وتشخيص الوضع  الليبي داخليا.

خارجيا هنالك اللاعبين الدوليين خاصة أمريكا وروسيا وحتى الإقليميين مثل مصر وتركيا وبحده اخف الإمارات وقطر. التدخل الأمريكي الأخير كان واضحا بعد التواجد الروسي المثمتل في مجموعة  فاجنر والتي ازعجت كل من  بريطانيا وامريكا. روسيا  عدو تقليدي يعود  للساحة الدولية بعد تسوية أوضاعه الداخلية نتيجة سقوط الاتحاد السوفيتي. روسيا اليوم وضعت قدم لها في إفريقيا من خلال سيطرتها على إفريقيا الوسطى وتدخلها في انقلاب مالي ووجودها في سرت الجفرة. ولو مر هذا التواجد عبر تشاد لصنعت كرودور يقسم إفريقيا شقين و يؤمن لها تواجد جيوبوليتيكي مهم.

إشعال جبهة اوكرانيا امس بعد نقل اكثر من 150 الف جندي على الحدود و تصريحات روسيا ان 95% من سلاحها النووي تحت اهبة الاستعداد ليس عبثا وانما لتشتيت الضغط الأمريكي على إيران الحليف المهم مع الصين في تحالف اوراسيا (الصين . روسيا . إيران) ضد الأطلنطي (امريكا.بريطانيا.استراليا).

وهو ما كان واضحا في إلغاء صفقة الغواصات النووية الفرنسية لأستراليا  لتبقي أوروبا متمثلة في فرنسا وألمانيا تتأرجح بين التحالف الروسي الألماني في خط الغاز نورد ستريم 2 والعداء الأمريكي/الصيني ضد فرنسا في إفريقيا.

الانسحاب الأمريكي المخجل من أفغانستان سبب إهانة للعقل السياسي والعسكري والاستخباراتي الأمريكي. تركيا تستفيد من حالة اللاحرب واللاسلم وهذا ما يفسر قيامها باللعب على التناقضات في المنطقة بين اتفاق واختلاف مع كل من روسيا وامريكا. فالسياسة اليوم (من وجهة نظري) ليست سياسة حلفاء ومحور بل سياسة ملفات ولم تعد سياسية خلافات بمعني أن تتفق تركيا مع روسيا في  ملف سوريا وتختلف في ملف ليبيا. وهذا ما يفسر تحرك روسيا في اوكرانيا حتى تتم التسوية وفق ملفات هنا وهناك حتى حين..

مصر الدولة الجارة التي يربطها تاريخ مع ليبيا وجغرافيا مما يشكل لها الوضع الليبي مسألة أمن قومي فهي تحارب الارهاب في سيناء ولن تسمح بكشف ظهرها في هذه المعركة المصيرية مثل ما حدث من تواجد إرهابيين في درنة مثل الارهابي عشماوي الذي قبض عليه فيها وهو يقود خلية ارهابية هدفها زعزعة استقرار مصر ومقتل مواطنيها على يد داعش في مدينة سرت.

بينما تركيا يهمها الوضع الاقتصادي في ليييا فهي بعيدة كل البعد جغرافيا. الاهتمام الاقتصادي من خلال اهتمامها بغاز المتوسط خاصة بعد توقيع مذكرة التفاهم مع السراج بالخصوص والتواجد الأمني في ليبيا دون الرجوع للبرلمان الليبي صاحب الحق في مثل هكذا اتفاقيات سيادية.

 تركيا التي تعيش اليوم تدهور اقتصادي جراء سياسات أردوغان الحالمة بعودة الاحتلال العثماني لارض العرب وقد خسرت معركة اسقاط الرئيس الاسد وخسرت مشروع الانضمام للاتحاد الاوربي النادي المسيحي الذي لن يقبل سياسات أردوغان المتطرفة. 

قطر تصارع الزمن للخروج بحل مشرف من خسارتها مصاريف ضخمة تكبدتها بعد فشل مشروع توطين الإسلام السياسي في المنطقة ودعمها لمشروع أوباما هيلاري السابق. والأخطر فقدان الثقة من اخوتها العرب خاصة السعودية ومصر والامارات.  

 بعد سقوط اخواني دولي كان اخرها تحرك الرئيس التونسي قيس سعيد ضد برلمان الغنوشي والنهضة وخسارتهم في الانتخابات في المغرب بعد تصدي كل من الامارات والسعودية لهذا المشروع. 

• في ما يخص الكيان الليبي داخليا هنالك تحديات أهمها ثلاث قضايا حاكمة في استقرار ليبيا من وجهة نظري:

1- هوية الدولة وعلاقتها بالخطاب الديني.

2- التقسيم والنظام الإداري من حيث المركزية والحكم المحلي (مجلس تشريعي وتنفيذي) ام الفيدرالية.

3- المشروع الاقتصادي وهويته وتنافسية والتوزيع العادل للتنمية  وتموضعه داخل اقتصاد عولمي يرفعه معه.

وآليات تنفيذ  الاستقرار يمكن تلخيصها في: 

1. تنفيذ الانتخابات الرئاسية والبرلمانية معا في موعدها في 24 ديسمبر من هذا العام  بعد قبول ملفات أكبر ثلات كتل على الساحة السياسية الليبية وهم انصار النظام السابق مثمتلين في المرشح الدكتور سيف الإسلام القذافي وانصار الكرامة مثمتلين في المرشح المشير خليفة حفتر. 

وانصار فبراير مثمتلين في المرشح عبدالحميد الدبيبة رئيس الحكومة والمرشح وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا.   

والأهم اليوم تعهد كل المشاركين  بقبول نتائج الانتخابات. 

2. الحل الأمني وبناء مؤسسة أمنية وعسكرية نواتها لجنة 5+5 . وتنفيد مخرجاتها .

3. تصميم نموذج اقتصاد مختلط تملك الدولة فيه الموارد مثل النفط والغاز والمعادن والشواطيء وتشتري الخدمة من القطاع الخاص وتتكامل معه ولا تنافسه.

4.  تصميم نموذج إداري بحكم لا مركزي او فيدرالي على المستوى التنفيذي والتشريعي.

5.  مصالحة شاملة وإطلاق المساجين على خلفية قضايا سياسية وليست جنائية و تعزيز حقوق الإنسان وجبر الضرر. 

تلك كانت اهم التحديات داخليا و خارجيا ..

 فهل تخرج ليبيا من قلب العاصفة بأقل الضرر.؟


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في