عثمان بن حمد أباالخيل
تشخيص المريض الذي يقوم به الطبيب عملية مهمة وحساسة، تتم هذه العملية من خلال جمع وتحليل المعلومات من التاريخ المرضي والفحص البدني للمريض، بالإضافة إلى إجراء فحوصات مخبرية وشعاعية وغيرها لتأكيد التشخيص. أحسنوا التشخيص، حافظوا على السلامة، منظمة الصحة العالمية تسلّط الضوء على التشخيص المأمون خلال الحملة العالمية لسلامة المرضى. التشخيص المناسب، في الوقت المناسب، هو أساس الرعاية الصحية الآمنة والفعالة. يختلف تشخيص المريض من طبيب إلى آخر بسبب عدم التشخيص الصحيح والاستماع إلى المريض وإعطائه الوقت الكافي لشرح ما يشعر به. وفي نفس الوقت قال باحثون إن المريض «الجيد» الذي يشرح للطبيب العوارض المرضية التي يشعر بها ويكشف له تاريخه المرضي يساعده على تشخيص مرضه بشكل صحيح. اختلاف تشخيص الأمراض من طبيب إلى آخر آفة الطب المزمنة، وأتوقع هناك الكثير من المرضي الذين تحملوا مضار التشخيص الخاطئ.
هل حدث لك يوماً أن ذهبت إلى طبيب شخص لك مرضك، وذهبت إلى آخر فشخصه أنه مرض مختلف، وعرضت حالتك على طبيب آخر فشخصه على أنه مرض مختلف عن كل ما سبقه من تشخيصات، هذا طبيعي عند بعض الأطباء الذين لا يتقنون التشخيص الصحيح، وبالتالي الطلب من المريض تناول دواء غير مناسب وربما يؤدي إلى آثار جانبية. أكد عدد من الأطباء أنَّ التشخيص الطبي يعد مفتاح الحصول على ما يحتاجه المريض من رعاية وعلاج، كما أنَّ الخطأ التشخيصي يعد فشلاً في التوصل إلى تفسير صحيح للمشكلة الصحية للمريض في الوقت المناسب، 56 % من أخطاء التشخيص الطبي سببها سوء التواصل بين الطبيب والمريض.
هل صحيح أنّ التشخيص الطبي الخاطئ يعود إلى قلة خبرة الطبيب، والتسرع في التشخيص وعدم الاستماع للمريض وربما كثرة المرضي وربما هو مطالب بتشخيص عدد كبير من المرضي وربما هو مطالب بدخل مالي كبير. لا أدري لماذا بعض الأطباء يختلفون في نوعية الدواء الذي يطلب من المريض تناوله لنفس المرض؟ سؤال حيرني هل هذا يعود لقناعة الطبيب، أم لشركة الدواء، أم ماذا. يقول الإمام الشافعي ــ رحمه الله ــ (صنفان لا غنى للناس عنهما: العلماء لأديانهم والأطباء لأبدانهم)، أقولها وبكل مرارة ومن خلال زياراتي وزيارة من حولي من المرضي إن هناك سلوكيات وأخلاقًا اتسم بها (بعض الأطباء) بعيدة كل البعد عن المهنية الإنسانية والرحمة، لماذا؟ هل ماتت الإنسانية في دواخلهم وطغت المادة.
الطبيب الإنسان هو الذي يمد يد الخير للآخرين، طالما هو يملك القدرة على ذلك، ويتقاضى الأجر المناسب المعقول. البعض من أبناء المجتمع لم يعودوا يثقون بما يقول الأطباء نتيجة لطغيان الصفة التجارية على هذه المهنة، وبدأوا يتشككون فيما يقول بعض الأطباء وهم قلّة نتيجة التحول الدراماتيكي لهذه المهنة من مهن إنسانية إلى مهن تجارية. يقول الرازي: (ينبغي على الطبيب أن يُوهِم المريض أبدًا بالصحةَ ويُرجِّيه بها، وإن كان غير واثِق بذلك؛ فإن مِزاج الجسم تابِعٌ لأخلاق النفس).
همسة:
(الطب مهنة إنسانية وفي الوقت نفسه هناك أجر، ولكن بحدود المعقول، المعقول يحدد من قبل الجهات ذات العلاقة ولا تترك للطبيب).

