: آخر تحديث

حديث لا ينتهي عن زيارة الأمير

1
1
1

خالد بن حمد المالك

في زيارة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان لأمريكا، ما لا يمكن أن يُكتفى بالحديث عنها بمجموعة مُحددة من المقالات، فقد كانت نتائجها مبهرة، وغير عادية، وقيل عنها بأنها تاريخية، وغير مسبوقة، وهي كذلك، وبالتالي فلا بد من التوسع في الكتابة عنها.

* *

لاحظوا حين قام الرئيس ترامب بتقديم الأمير محمد بن سلمان للدخول إلى البيت الأبيض، وهو تصرف ينم عن التقدير العالي لسموه، وهو ما لم يفعله الرئيس مع غيره من الزعماء والقادة، وهو ما فُهم بأنه إشارة لمكانة المملكة، بوصفها ذات دور قيادي مُؤثِّر على مستوى العالم.

* *

ولا يمكن إغفال أن هذه الزيارة التاريخية تُعد لحظة تاريخية فارقة في العلاقات السعودية الأمريكية، فقد كسر الرئيس الأمريكي البروتوكولات، في تعامله مع ولي العهد، بما أكد على متانة العلاقات بين البلدين من جهة، ومكانة الأمير محمد بن سلمان على مستوى أمريكا والعالم من جهة أخرى.

* *

على أن الصفقات التي أُبرمت بين الجانبين في قطاعات مختلفة، وبينها قطاعات التكنولوجيا والدفاع والتي تُقدَّر قيمتها بمليارات الدولارات، سوف تزيد من الاستثمارات، وتوفير فرص العمل للمواطنين، وتخدم نمو الاقتصاد المحلي، وتطوره بأسرع مما كان عليه قبل هذه الصفقات.

* *

الزيارة حققت مستهدفات ما ورد ذكره في رؤية المملكة 2030 وبينها توطين الصناعات، ونقل المعرفة، والتقنية، وإيجاد مئات الآلاف من الوظائف النوعية الجديدة، والأهم ظهور شخصية القيادة السعودية، إذ إن ولي العهد لم يكتف بإدارة الملفات، بل خاض النقاشات بثقة واقتدار.

* *

ويُلاحظ أن من بين إنجازات الزيارة -وهي كثيرة- التعاون في المجالات السياسية، والعسكرية، والطاقة المتجدِّدة، والتقنيات الحديثة، باتجاه تأمين اقتصاد متنوِّع ومستدام، واستثمارات تخص القطاع الخاص، وجميعها مبنية على قرارات إستراتيجية، مستفيدة من المناخ الاستثماري الجاذب في أمريكا، لما يتمتع فيه الاستثمار من فرص رائدة على المستوى العالمي.

* *

وبحسب قراءة المختصين، ورأيهم في هذا التوجه من المملكة، فإن الاتفاقيات الاقتصادية التي تم التوقيع عليها، سيكون لها عوائد مالية، بما يخلق منها فرصاً للشركات الصغيرة والمتوسطة، فضلاً عن ضخها في البرامج التنموية في المملكة، وكل هذا ينسجم مع رؤية المملكة 2030 ومستهدفاتها.

* *

هناك مجالات مهمة تم التوقيع على اتفاقيات خاصة بها، وعلى رأسها وبينها، الذكاء الاصطناعي، والتقنيات المتقدمة، والطاقة، وتأمين سلاسل الإمداد للمغانط الدائمة، والمعادن الحرجة، ما يعني التوجه نحو بناء كفاءات سعودية متخصصة لإدارتها، وهو مجال مطلوب على مستوى العالم.

* *

ولم تقتصر زيارة محمد بن سلمان على بحث الملفات التي تُعنى بالعلاقات الثنائية بين الرياض وواشنطن، والوصول إلى توقيع اتفاقيات بشأنها، وإنما في هذه الزيارة قاد سموه مساراً إنسانياً عميقاً، تمثَّل في بحث حلول لمعاناة الأشقاء في فلسطين والسودان، واستكمال دور سموه في تحسين الوضع في سوريا، ومعالجة الأزمة المزمنة في لبنان.

* *

وفي خطاب للرئيس الأمريكي ترامب أمام منتدى الاستثمار الأمريكي السعودي، أكد على أنه سيعمل على إنهاء الحرب في السودان بطلب من الأمير محمد بن سلمان، ويأتي هذا التدخل من الأمير محمد بن سلمان بعد نجاحه في التدخل لإنهاء العقوبات على سوريا والرئيس السوري أحمد الشرع وسوريين آخرين.

* *

ووفقاً لتصريح من وزير الاستثمار السعودي المهندس خالد الفالح، فإن القيمة الإجمالية للصفقات السعودية مع رجال أعمال في أمريكا بلغت 557 مليار دولار، وهو رقم كبير يُظهر مستوى التفاهم بين الدولتين، وارتفاع حجم التعاون بينهما، لكن الفرصة الحقيقية لا تزال قائمة لكسر هذا المستوى من التعاون، باتجاه رفع حجم مستوى هذا التعاون لمستويات أفضل.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد