عبد الله سليمان الطليان
إننا نعرف أن الإنسان منذ أن خُلق وفي داخل نفسه أخلاق تجمع صفات الخير والشر، تنازعه في مسيرة حياته بشدة، وهنا يأتي دور عقله الذي وهبه الله له، فإن كان ذا عقل سليم ومستنير في حكمة وعقلانية فسوف يصل إلى النجاة بمشية الله من صفات الشر، ولكن إن غلبت عليه هذه الصفات ووقع في خصال الرذيلة التي تشمل: الجشع، والغضب، والكبرياء، والكسل، والشراهة، والحسد، والخوف، والظلم، والسفه، والتهور، والجبن، وهي غالباً ما تنتج عن اتباع الهوى ومجاوزة حد الاعتدال. فإنه يخسر حياته وآخرته.
وهذه الصفات التي بين الخير والشر هي خفية تبرز في مواقف متعددة في علاقة الإنسان في مجتمعه بدرجات مختلفة في القوة والتأثير.
الشيء المهم الذي أحب أن أتوقف عنده إنها خفية، فنحن البشر لا نعلم ما في القلوب الله وحده هو الذي يعلم، وخير شاهد على ذلك (في قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أفلا شققت عن قلبه)، ولكن تبقى أن هناك بعض الخصال رذيلة تفضحها المواقف والافعال تخرج حقيقة ما في النفس، وهذا جعلني أربطه بالذكاء الاصطناعي الذي فيه استفادة عظيمة للبشر، ولكن مع الأسف ظهر هناك جوانب خفية سلبية تستغل هذا الذكاء لتحقيق مآرب شريرة.
فإن كان هذا الذكاء الاصطناعي الذي يعتبر تقدما هائلا لخير البشرية، إلا أن البعض من البشر لم يتخل عن صفاته السيئة الخفية فاستغله في تحقيق بعض هذه الصفات فاصبح هذا الذكاء (أمر ذو حدين أو سيف ذو حدين) في وقت واحد.

