: آخر تحديث

اتفاقية الرباعية ومناورات «الإخوان»

2
2
3

أحمد محمد الشحي

من يتأمل ما يجري في السودان من الحرب المستعرة يدرك أن هناك أطرافاً لا تريد لهذا النزاع أن ينتهي، بل تسعى سعياً حثيثاً لاستمرار الأزمة وتمزيق هذا البلد لمصالحهم الخاصة.

ومن جملة ما فعله الإخوان سعيهم لإفشال أي مبادرة تهدف إلى تحقيق الاستقرار أو الانتقال المدني في السودان، خصوصاً تلك المبادرات التي دعمتها الدول العربية، وعلى رأسها دولة الإمارات، ومنها الاتفاقية الرباعية التي تضم دولة الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية مصر العربية، والمملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة الأمريكية، والتي اشتملت على مبادئ عدة لإنهاء النزاع في السودان.

لقد مثلت هذه المبادرة فرصة لتحقيق السلام في السودان، وكانت بارقة أمل لإنهاء الحرب هناك، لكن وللأسف فإن هذه الفرصة ضاعت، وضاع معها السلام، حين أصر الإخوان ومن دار في فلكهم على إفشالها، ليقودوا وطنهم بأيديهم إلى أتون الحرب التي تشتعل اليوم وتحرق الأخضر واليابس.

لقد لقيت اتفاقية المجموعة الرباعية لإنهاء الصراع في السودان دعماً إقليمياً ودولياً كبيراً، فقد أيدتها أكثر من 100 دولة في العالم، ولقيت توافق تكتلات إقليمية كبيرة، مثل الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي.

لقد وقف «الإخوان» معاندين لكل هذه الأصوات، رافضين كل دعاوى العقلاء لإيقاف الحرب في السودان، ولسان حالهم: إما نحن وإما أن نحرق البلد بمن فيه! وهذا هو ديدنهم أينما حلوا، فهم لا يريدون سلاماً لا يكونون فيه أصحاب سلطة، ولا يريدون استقراراً يحرمهم من الهيمنة والنفوذ، وهم مستعدون لموت الآلاف بل الملايين من أجل أهدافهم، وواقعهم اليوم في كل مكان خير شاهد على ذلك.

وإننا عندما نتأمل بنود هذه الاتفاقية الرباعية ماذا نجد فيها؟ نجد فيها أنه «لا يوجد حل عسكري مجدٍ للصراع، واستمرار الوضع الراهن يسبب معاناة غير مقبولة ومخاطر على السلم والأمن»، نجد فيها «أن مستقبل حكم السودان يقرره الشعب السوداني من خلال عملية انتقالية شاملة تتسم بالشفافية.

نعم، لقد سعت دولة الإمارات لحل الأزمة السودانية بكل صدق وإخلاص، إدراكاً منها لخطورة هذا الصراع على مستقبل السودان واستقراره، وعلى أمن المنطقة بأسرها، كيف لا وهي كانت منذ فجر تأسيسها ولا تزال بوابة سلام واستقرار، تمد يدها لكل من يريد الخير لوطنه وشعبه.

ومن هذا المنطلق، عملت دولة الإمارات مع شركائها في المجموعة الرباعية على توفير الأرضية اللازمة للحوار، وإطلاق المساعي الإنسانية، ودعم كل المبادرات التي تحفظ وحدة السودان وتضمن له انتقالاً مدنياً آمناً، بعيداً عن صراعات النفوذ والهيمنة بعد سقوط النظام السابق.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد