هنا سيتحول المشهد والاستعراض التاريخي اللذلن شهدناهما قبل ايام إلى مشهد ساخر في ذاكرة العالم.. يضاف إلى حالة اللامبالاة والإهمال التي يمارسها الغرب إزاء الشؤون العربية.
شاهدناهم جميعاً، يبتسمون تحت الأضواء، فيما بدا الرئيس الامريكي دونالد ترامب كأكبر وأشهر الفنانين، الذي يتسابق الجمهور على التقاط الصور التذكارية معه، فيما كانت غزة تلملم جراحها الغائرة متمنية أن تتنفس الحرية، وأن يصدق هذا «الاتفاق العظيم».
صفّقوا، صافحوا، تحت الأضواء والتقطوا الصور، ثم غادروا وتركوا الورق وحيداً على الطاولة.
ماذا لو لم يلتزم أحد بكل هذا السلام الذي وقع أمام العالم؟
حين لا يلتزم الطرف الإسرائيلي البنود الأمنية أو رفع الحصار، ولا تلتزم الفصائل الفلسطينية تثبيت وقف إطلاق النار، فستنهار الثقة بمنظومة الدبلوماسية الدولية كلها.
هل ما شهدناه إعلامياً وما تابعناه لحظة بلحظة يوم توقيع اتفاق سلام غزة كان استعراضاً؟
أعجبتني عبارة «السلام يفقد معناه حين يصبح موسمياً، لا يقوم على العدالة بل على الضغط».
ما لم تُترجم بنود اتفاق غزة إلى واقع ملموس يشعر به الفلسطينيون في غزة والقدس والضفة، فإن الاتفاق سيتحوّل إلى وثيقة رمزية تضاف إلى أرشيف «السلام الفاشل» الممتد عبر التاريخ.
الأيام المقبلة والتوقعات أحسنها وأسوأها واردة، وما علينا سوى الانتظار وتوقع الأسوأ.
إقبال الأحمد