: آخر تحديث

صناعة القدوات ضرورة مجتمعية

2
1
1

عبدالعزيز سلطان المعمري

تمر المجتمعات بعدة مراحل وتحولات متنوعة خلال فترة نموها وتطورها، إلا أن الثابت والمهم والضروري في كل المراحل هو بناء الإنسان وتعزيز قيمه وفكره.

كل ذلك يجعلنا ننتبه ونعي أهمية صناعة وإبراز القدوات الحسنة بما يتوافق مع قيمنا وثقافتنا، نحن نريد القدوة صاحبة الأخلاق الحميدة والسوية، المتمسكة بالقيم المجتمعية والوطنية، سلوكها إيجابياً، وفكرها سليماً، تملك الوعي والحكمة، لذا يمكنني أن أعتبر القدوة هي البوصلة التي توجه الشباب نحو الاتجاه الصحيح والسلوك والفكر السليم.

منذ يومين، نظم مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، بالتعاون مع جامعة الإمارات العربية المتحدة، ندوة بعنوان: القدوات المجتمعية:

حقيقة الحديث عن القدوات لا يعتبر جديداً، لكنه اليوم أكثر أهمية وإلحاحاً، فالعالم والمجتمعات تغيرت، بل تتغير في كل لحظة، وأدوات التأثير تغيرت وتنوعت وفي كل يوم تولد أداة جديدة، وبسببها أصبح لزاماً علينا كأفراد ومؤسسات التركيز والعمل على توعية المجتمع وأفراده، بل أصبح وجود القدوة أكثر أهمية وإلحاحاً.

ولا يعني كثرة الظهور عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي أن الشخص قدوة أو صاحب فكر، من هذا المنطلق، وحتى لا يتساوى الصوت المرتفع الفارغ السطحي مع الصوت الواعي العميق بالفكر والمعرفة، يتوجب على الجميع العمل والتفاعل مع هذه المبادرة لصناعة وإبراز قدوات مجتمعية في المجالات كافة، قدوات علمية وأكاديمية وثقافية وإعلامية، وقدوات في العمل الحكومي والمبادرات المجتمعية، حتى في المجال الرياضي وغيره نحتاج إلى قدوات ومثل عليا.

في دولة الإمارات لم تكن القيم الأخلاقية في يوم ما مسألة هامشية، بل كانت وما زالت في لبّ المشروع التنموي، فقد كان القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، قدوة لشعبه.

وبالعودة إلى الندوة، لم يفت المشاركون فيها، مناقشة الفرق بين القدوة وأهمية دورها وتأثيرها الإيجابي الحقيقي، وما يطلق عليه اليوم المؤثر، فالقدوة يصنع وعياً ويحرك عقلاً ويرسخ سلوكاً وفعلاً وفكراً.

القدوة هو النموذج الذي يحتاجه الشباب ويجذبهم بقوة وعمق فكرته، لا بالظهور السطحي الخالي من الفكر والمعرفة، وهنا تكمن أهمية دور المؤسسات الإعلامية والبحثية والأكاديمية والثقافية، في إبراز القدوات، بل المساهمة في صناعتها وتعزيز وجودها وظهورها وتوثيق إنجازاتها وأثرها.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد