: آخر تحديث

فرصة اليوم التالي

1
1
1

أمينة خيري

ها هو اليوم التالي لحرب غزة يطل علينا من بوابة تاريخية بعد عامين هما الأسوأ في الملف الفلسطيني، بعد فقدان ما يزيد على 67 ألف شخص من أهل غزة حياتهم، بينهم ما لا يقل عن 20 ألف طفل، وإصابة ما يزيد على 167 ألف شخص آخرين، يجد أهل غزة أنفسهم أمام اليوم التالي المنتظر وهو محمل بالتحديات.

العظيم أيضاً أن يشهد اليوم التالي مسارين متزامنين متسارعين متكاملين: الأول توحيد الصف الفلسطيني فعلاً لا قولاً، وإعادة بناء غزة لعلها تكون إعادة إعمار أخيرة لما بعد الصراع المميت.

إعادة إعمار غزة ملف بالغ الصعوبة والتعقيد، وكانت صور الأقمار الاصطناعية تخبرنا طيلة عامي الحرب، ثم متابعات الكاميرات وشهادات أهل القطاع تضيف إلى الأخبار أبعاداً أكثر واقعية، وإن كانت مأساوية، لما جرى في مدن القطاع التي تم تسوية الكثيرة منها بالأرض تماماً.

إعادة إعمار غزة مقدر له أن يتم بينما 2.1 مليون شخص يعيشون فيها بشكل أو بآخر، هؤلاء لهم احتياجات تبقيهم على قيد الحياة لحين الانتهاء من إعادة الإعمار. أسئلة كثيرة يتم طرحها: كيف سيتمكن أهل غزة من العيش وسط الأنقاض؟ وكيف ستتمكن فرق العمال والمهندسين والماكينات العملاقة من العمل، بينما السكان من حولهم في كل مكان؟

الممثل الخاص للمدير العام لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في فلسطين، جاكو سيلييرز، يقول إن تكلفة إعادة إعمار القطاع تقدر بنحو 70 مليار دولار.

الأيام القليلة المقبلة ستشهد العديد من الفعاليات والمؤتمرات الدولية والعربية المخصصة للبحث في إعادة إعمار قطاع غزة، وهذا أمر مثير للتفاؤل، وعلى الأغلب سيتم التوصل لشكل ما لتوفير هذه المبالغ والاتفاق على الجهات المشاركة في عملية إعادة البناء الأصعب في التاريخ الحديث، لكن، هذا يتطلب طرح موقف القيادة الفلسطينية على طاولة الحسم اليوم قبل الغد.

من دون اتفاق واقعي ومستدام ومضمون لقيادة فلسطينية قوية موحدة تمنع الانزلاق نحو عنف أهلي، وتحظى باتفاق وقبول ينهي منافسة ميليشيات أو جماعات مسلحة تنافسها في القوة والقرار، فإنه لا اتفاق سلام سيدوم، أو إعادة إعمار ستستدام، وسرعان ما سينزلق الملف في موجة خراب جديدة، ويجر معه المنطقة برمتها لحلقة جديدة من حلقات الصراع.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد