: آخر تحديث

إذا حضر الأمير

2
1
1

خالد بن حمد المالك

أعني بالأمير هنا، محمد بن سلمان، الذي يشكل حضوره متى كانت هناك قمة عربية أو عربية إسلامية قيمة كبيرة، وتأثيراً مهماً، وحسماً للقضايا مدار البحث بما يصب في مصلحة الأمة، ويقودها ويحميها من أي منزلقات مضرة بها.

* *

توجه سموه إلى الدوحة لحضور القمة العربية الإسلامية في الدوحة والمشاركة في بحث آليات مناسبة للكيفية التي يجب أن يواجه بها هذا العدوان الإسرائيلي على دولة قطر، بما يملكه سموه من حكمة، وتقدير للأمور، والتعاطي معها، وفقاً للحسابات، وبما يتوافق مع مصلحة دولنا وشعوبنا.

* *

على جدول أعمال القادة في القمة الاستثنائية موضوع مهم، حدث خطير، بعد عدوان تجاوز كل القوانين والأعراف الدولية، وجاءت القيادات العربية والإسلامية إلى الدوحة، تضامناً معها، ووقوفاً إلى جانبها لرفض العدوان، وإنكاره، وتحميل العدو الإسرائيلي مسؤولية ما ترتب عليه.

* *

وبين القادة، يشارك الأمير محمد بن سلمان في المؤتمر، والمملكة ذات تاريخ مشرق في أدوارها القيادية لدعم العمل العربي الإسلامي المشترك، وها هي تقف مع الدوحة منددة بالهجوم الإسرائيلي الغاشم على دولة قطر الشقيقة، مهدداً للأمن والاستقرار فيها، في ضوء السلوك الإجرامي العدواني المعتاد على دول المنطقة.

* *

المملكة أكدت مبكراً إدانتها واستنكارها الشديدين للانتهاك السافر لسيادة دولة قطر، وتضامنها الكامل ووقوفها إلى جانب قطر، ووضع كافة إمكاناتها لمساندتها في كل ما تنفذه من إجراءات لحماية أمنها، والمحافظة على سيادتها، فضلا عن إدانتها واستنكارها بشدة ما تبع هذا الهجوم من تصريحات عدوانية من قبل رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي ضد دولة قطر الشقيقة.

* *

مشاركة ولي العهد تعكس أهميتها من خلال الدور المحوري للمملكة في قيادة الجهود الدولية الرامية لتعزيز أمن المنطقة، والتصدي للسلوك العدواني الإسرائيلي، ودعم القضية الفلسطينية، والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، وهي السياسة التي تلتزم بها المملكة، ولا تحيد عنها مهما كانت التحديات التي تواجهها مع دول المنطقة.

* *

تنعقد القمة العربية الإسلامية على خلفية العدوان الإسرائيلي على دولة قطر، مكررة نهجها العدواني، ومواصلة لجرائمها الوحشية تجاه الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة، واعتداءاتها المتكررة على سيادة الدول العربية والإسلامية، وإصرارها على تقويض جهود السلام في المنطقة، وتهديد الأمن والسلم الدوليين.

* *

وأمام جرائم إسرائيل، ووحشيتها وانتهاكاتها وخرقها السافر لسيادة الدول، وللقانون الدولي، فقد آن الأوان للقيام بتحرك دولي عاجل وفاعل لوضع حد لها، وإنهاء حالة إفلاتها من العقاب والمحاسبة، واتخاذ خطوات لردع إسرائيل عن ممارسة اعتداءاتها المتكررة، حفاظاً على الأمن والسلام الدوليين.

* *

وبالتأكيد، فإن انعقاد القمة العربية الإسلامية في الدوحة، إنما يجسد وقوف الدول العربية والإسلامية مع دولة قطر، وفي ذات الوقت حماية سيادتها وأمنها الجماعي، واستعدادها لبذل كل ما يلزم للدفاع عن أوطانها، والمحافظة على أمنها واستقرارها.

* *

واستخلصت القمة أثر العدوان الإسرائيلي بما أسفر عنه من نتائج في رسم موقف موحد يضع إسرائيل وداعميها في وضع حسابات لكل عدوان مستقبلي على أي من الدول العربية والإسلامية، بعد أن فاض الكيل، وبلغ السيل الزبى، وأصبح العدوان يتكرر وفي اتساع على نحو ما رأيناه من امتداد إلى أن وصل إلى قطر، ما أفضى إلى الخروج بعدة قرارت مهمة تضمنها البيان الختامي، ومن ذلك دعوة جميع الدول إلى تعليق تزويد إسرائيل بالأسلحة والذخائر، ومراجعة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع إسرائيل، وتنسيق الجهود الرامية إلى تعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة، ودعم جهود إنهاء إفلاتها من العقاب، والترحيب باعتماد الأمم المتحدة إعلان نيويورك بشأن حل الدولتين.

* *

ومن منطلق ما يؤكد عليه النظام الأساسي لمجلس التعاون على أن أمن مجلس التعاون كل لا يتجزأ، جاء البيان الصادر عن الدورة الاستثنائية للمجلس الأعلى لمجلس التعاون المنعقدة في الدوحة بالتزامن مع القمة العربية الإسلامية، متضمناً

توجيه القادة مجلس الدفاع المشترك في مجلس التعاون بعقد اجتماع عاجل في الدوحة، يسبقه اجتماع للجنة العسكرية العليا، لتقييم الوضع الدفاعي لدول المجلس ومصادر التهديد في ضوء العدوان الإسرائيلي على دولة قطر الشقيقة، وتوجيه القيادة العسكرية الموحدة لاتخاذ الإجراءات التنفيذية اللازمة لتفعيل آليات الدفاع المشترك وقدرات الردع الخليجية، كقرار غير مسبوق صادر عن الدول الخليجية.

* *

لا شك أن مشاركة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان كان لها بالغ الأثر بأن تكون مخرجات القمة المتضمنة الوقوف الخليجي والعربي والإسلامي مع قطر وإدانة الاعتداء السافر عليها، مؤشراً على أن إسرائيل لن تنجو من العقاب إذا ما كررت العدوان، ومارست الغطرسة، واعتقدت أنها ستكون في مأمن ما بقيت أمريكا داعمة لها، ومظلة لعدوانها.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد