: آخر تحديث

عبدالله الأحمري... فنان عروس الجبل

2
2
2

عبدالعزيز التميمي

من أبها، عاصمة عسير عروس الجبل، تشربت عيناه، وخزنت ذاكرته الحافظة، من الطبيعة الخلابة في عسير وأبها وتخوم الجبال التي ترتفع عن سطح البحر ما يزيد على 2000 متر، حيث الهدوء والسكينة والاعتدال المناخي...

هنا بين خضرتها وأشجارها اليانعة، ترعرع الفنان التشكيلي عبدالله الأحمري، فشق طريقه بكل ثقة وثبات إلى عواصم الفنون في العالم الأوروبي، فوجد الدعم والتقدير والإعجاب من الجمهور الذي قرِأ في لوحاته المستوحاة من الطبيعة، الضبابية والكتل الصخرية والشموخ العالي في جبال عسير، وتلك الأشجار الدائمة الخضرة كانت الملهمة المساندة لألوان أعماله المتناسقة.

فالفنان عبدالله الأحمري يمزج اللون بحس فني نادر متميز لا يبتعد عن ألوان الطبيعة العسيرية، التي تشرب منها في طفولته وصباه، فيرى الكتل الصخرية بمنظور جمالي بعد أن يخرج منها الظل ويسقط عليها الضوء ويغلفها بضباب محيطه المخيم على المرتفعات والمنحدرات بشكل طبيعي يلامس عين الفنان المتلقي ليخرجها بعد محاكات وحوار ونقاش يطول بين اللون والعين والفرشات.

هكذا أرى أعمال الفنان، أغلبها إن لم تكن كلها تصور اقتباسات البيئة الجبلية في ربوع الوطن الغالي، المملكة العربية السعودية.

ولم أستغرب أبداً عندما قرأت أن الفنان عبدالله الأحمري، وجد لنفسه ساحة عرض وجمهور من المتلقين لفنه في العاصمة البريطانية، وبالتحديد في العام الحالي، فأصبح بهذا سفير الفن التشكيلي السعودي إلى عاصمة الضباب لندن، على أن يشق طريقه إلى العواصم الأوروبية الأخرى.

فما يمتلكه الفنان من قدرات وإمكانات، وهو في هذا العمر الشاب، يجعل له النصيب الأوفر في التقدم والانتشار العالمي...

عبدالله الأحمري من مواليد أبها عام 1981، أرى فيه، المستقبل المشرق للحركة التشكيلية السعودية. أقول هذا التاريخ بفضل ما رأيت وشاهدت من أعمال تخاطب الحداثة مختزلة الوقت والصفحات والكتب بعبارات فنية جردها الفنان من هوامش كثيرة لتسهل على المتلقي من الجمهور ومحبي الفنون، قبولها واستلهامها والتعرف على فكر ورؤية الفنان السعودي الشاب... أرجو له من الله كل نجاح وتفوق... اللهم آمين.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد