: آخر تحديث

قصة قصيرة

1
2
1

سارة النومس

علي، موظف عادي، لكنه من المخولين لتولي المناصب لقربه من الإدارة وقرب عائلته من عوائل العاملين في الإدارة، لذا يحرص العديد من الموظفين على التقرب منه وكسب رضاه ربما يصلون إلى كسرة خبز عن طريقه. أيضاً فهم لا يحبون إغضابه، فغضبه يعني الإقصاء والنبذ إلى يوم التقاعد.

طرقت «السوسة» باب مكتب علي، وهي موظفة «محبوبة جداً لا عداوات لها»... شخصيتها ساحرة، تكثر من تقديم الشاي والقهوة والحلويات، وتسأل كثيراً عن أحوال الموظفين وأولادهم ومدارسهم، وتماطل في مدح ملابس زميلاتها أو مساحيق تجميلهن، فالوصول إلى قلب المرأة، هو المدح المبالغ فيه أحياناً، خصوصاً في زمن التنمية الذاتية، فمن المهم وجود الزميلة التي تعطينا طاقة إيجابية بكلامها المعسول.

كانت مع «السوسة»، موظفة أخرى خجولة وهادئة، وهي من الموظفين الذين لم يحالفهم الحظ في كسب رضا الإدارة، وعائلتها لا تمتلك قوة في المكان أو أشخاصاً مقربين منهم ربما يساعدونها، عبثاً حاولت لفت الانتباه، لكنها لاحظت قرب الجميع من السوسة، فهي محبوبة لدى الجميع.

تَقرّبت من «السوسة» بذكاء، فكانتا تخرجان إلى المجمعات التجارية والكافيهات وتبادل الحديث وقليلاً من الأسرار كي تقوى العلاقة بسرعة... بعد فترة أصبحت تجلب الشاي والقهوة والحلويات والمعجنات، وأصبحت تسير بكثرة مع «السوسة»، فـ«المرء على دين خليله»، فصارت من الأشخاص المحبوبين في المكان والجميع يرغب في التعرف عليها.

أحست «السوسة» بمسؤولية مساعدة المساكين من الموظفين، فدخلت إلى مكتب علي الذي كان يعتمد عليها في جلب الأخبار وأسرار الموظفين وماذا يفعلون، اجتماع قصير سردت فيه «السوسة» أمنيتها بإعطاء المسكينة الفرصة لكي تثبت نفسها.

وكان لها ما طلبت... فبعد فترة من هذا الاجتماع، أخدت الموظفة المسكينة أكبر المشاريع وتم تدريبها على أكمل وجه حتى أصبحت العبقرية التي استطاعت بمجهودها أن تصل للكمال الوظيفي. هناك مقولة مهمة جدا تقول «اعمل بذكاء لا بجهد».


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد