: آخر تحديث

في مفهوم الخوف على الوطن

5
4
4

تعج مواقع التواصل الاجتماعي بمفردات جميعها تدور حول الوطن، فهناك مسيئون وهناك مدافعون، وهناك من يكذب ويختلق، وهناك من يأتي بالحقائق ويدحض، وبين هذا وذلك لا يكون الفصل في تلك المواقع، بل من عمق الوطن نفسه، فهو «أي الوطن» من يفصل بين الانتهازية والولاء المطلق، فمن يحب الأرض والبلاد والعباد الذين يسكنون فوق هذه الأرض، حب القائد والمنافحين عنه وتمني الخير والسؤدد له، بل تفضيله على كل ما سواه، والإخلاص له الذي يصل إلى تقديم النفس فداء له، هو الحقيقي، حتى لو لم يظهر عبر تلك المنصات وشارك في ردحها.

الأساس في حب الوطن هو الخوف عليه، والانتماء الشديد له، والتأكيد على أنه يعيش داخلك، تتحرك مشاعرك معه، وتفرح لفرحه، وتسعد بارتقائه، تجاه الوطن كما هي المملكة العربية السعودية هو الخوف الإيجابي الذي انتقل من التبرير إلى الفعل والعمل، وحب الخير للجميع بلداناً وشعوباً.. ولا يعنينا إن ظهرت أصوات ناعقة لأن أهدافنا سامية بعيدة تسعى للأفضل ولا تتوقف لأجل الرد على التافهين.

كسعوديين نحن بدون أي مشكلة مع الهوية والانتماء والتوجه، مقارنة بما نجده في كثير من الدول في الشرق الأوسط، تلك التي نشاهد مأسي لديهم سواء على الصعيد السياسي أو على الصعيد الاقتصادي، وفي كليهما الوضع قاسٍ وقاتم، لذا انتشرت بين شبابهم السلبية وعدم الانتماء.. فأصبح كثير من أبنائهم يخرج نفسه من الإيجابية إلى السلبية بتبنيه قضايا وهموم ومشكلات مفزعة، بل قد يصل إلى الشتم العلني لبلده، أو البحث عن مضايقة الآخرين من الدول الأخرى بتبني أكاذيب لا مصدر حقيقي لها.

أعود إلى ما بدأت به عن منصات التواصل الاجتماعي، لأشير إلى أن مسألة الانتماء الوطني مشكلة حقيقية لدى بعض العرب ونقرؤها ملياً عبر تلك المواقع وعبر مثقفيها وقادة الفكر والعمل لديهم.. أما في المملكة العربية السعودية كما يظهر جلياً، المواطنة انتماء وتآلف وتكاتف، لا تقسيمات إقليمية أو اعتبارات مذهبية أو محاصصة طائفية أو عرقية.. الكل سعودي له حقوق وعليه واجبات تحت شعار «الله ثم المليك والوطن».. هذا هو الأساس وهو ما نجده في دستورنا وتعاملاتنا وحتى مراكز القيادة فينا.

الوعي بالمواطنة سعودياً جعل الحياة أفضل والانتماء أقوى، لتكون المواطنة توافق واشتراك في طريقة الحياة والتوجه.. فالأساس هو الوطن ولا تماهي مطلق مع القبيلة أو المنطقة، ولا انجراف نحو نزاعات تاريخية أو تفاعلات مذهبية.. ولا نقول أن السعودي أنموذج، بل عاقل تعلّم من ما يراه في بلدان ليست بعيدة، فأحسن العمل مع قادة بلاده وأرضه الطيبة المقدسة والوافدين إليها.

ختام القول: إننا نحمد الله كثيراً أن أجيالنا الحديثة أكثر تعلقاً بوطنهم وقادته، لذا صنعت ثقافة التطور والإنجاز متحدة في مسيرتها بنبراس الفكر الشاب الذي يقوده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ليكون النتاج فكرياً واقتصادياً وسياسياً، ومن خلال سنين قليلة عظيماً.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد