: آخر تحديث

الاستدامة لتعاقب الأجيال

5
4
2

ماجد قاروب

من السهل جداً شراء لوائح الحوكمة من الشركات العالمية الكبرى أو المتوسطة المتخصصة في الاستشارات المالية والإدارية ووضع اللجان الأساسية لتنفيذ اللائحة ورقياً مثل لجان المراجعة والتوظيف والمكافآت والمالية وغيرها كثير ولأسباب كثيرة قانونية ومالية أصبح وجود اللائحة مطلبا للشركات المساهمة والعائلية ولكن الصعب هو تطبيقها الفعلي لأنها تتطلب من المالك الأب أو الاخوة أو كبار الملاك المسيطرين شجاعة إدارية

ونفسية واجتماعية وحقيقة لضمان التطبيق الحقيقي للحوكمة ليس فقط لضمان النزاهة والأمانة والإدارة الرشيدة والشفافية بل لضمان الاستمرارية للأعمال وتعاقب الأجيال وهو الأهم لمستقبل الأعمال والشركات العائلية، توزيع الأبناء والأقارب وأصحاب المصالح في اللجان يجعلها لجانا وهمية ترسخ لفساد الحوكمة ووهميتها لا جديتها في خلق مناخ إيجابي يضمن البقاء للأفضل ويفرض معايير حقيقية واضحة ليست وهمية للتوظيف والتعاقد والاستعانة بالخبراء والمستشارين وتعيين المسؤولين في مجالس الإدارات واللجان، والتعاقد مع المكاتب الاستشارية من مالية ومحاسبية وقانونية وإدارية.

يجب أن يتحلى القائد أو الأب أو كبار الملاك المسيطرين بالشجاعة لتطبيق الحوكمة ومنح الجميع الشعور الحقيقي بها لتكون الكفاءة والعمل والطموح والإنجازات والتضحيات والإخلاص في العمل هو ديدن المنظومة كاملة من شركات مساهمة أو عائلية ، ولكن يكون ذلك إلا من خلال استئصال تعارض المصالح من المنظومة لأنه السرطان الإداري والمالي والاجتماعي الذي يضرب أطناب المنظومة ويجعل الفساد والمحسوبية والوساطة والمحاباة التي تؤدي إلى الغش والتضليل هو الأساس الذي تنهار معه المنظمات والكيانات والمؤسسات والأعمال والشركات العائلية مع أول هزة تتمثل في وفاة المؤسس أو الأب أو المسيطر ويتلاشى مع الجيل الثاني

أو التالي عدد غير قليل من الكيانات التي تنهار وتندثر مع جيلها الثالث ما لم يكن المؤسس مدركا ومؤمنا بأهمية التمكين وفق قواعد التأهيل والقدرة الواضحة على القيادة والتطوير لضمان حوكمة الأعمال والإدارة عبر الأجيال المتعاقبة جيلا بعد جيل في استدامة واضحة للأعمال نجدها فقط في بعض الشركات العالمية التي دخلت الآن عقدها الثالث من عمر الزمان.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد